الاثنين، 21 فبراير 2011

على من نطلق الرصاص

ان من اصعب اللحظات التي تتملك ايا منا هي تلك التي تتخذ فيها قرارا باطلاق الرصاص، ان الاحساس بالمعدن البارد بين يديك و ثقل حجم الاداة في راحة اليد الواحدة يدفع اليد نفسها للارتعاش و يشعرك بحالة من القلق تجاه الرصاصة نفسها ولكنك لا تدري الى اين سينتهي بها الامر، ان لاول مرة في اطلاق الذخيرة الحية دوما احساس بالمسئولية تجاه السلاح اكثر منه تجاه المصوب تجاهه، ولكن في حالة تصويبه تجاه شخص آخر ان الوضع سيختلف كثيرا. 

الارشادات و التعليمات الامنية عادة ما تحذرك من امور ثابتة، التأكد من زر الامان، التأكد من الخزانة في وضعها السليم ولا يكون هناك رصاصة في ماصورة السلاح، السيطرة بشكل كامل على السلاح بين يديك اليمنى مع وضع السبابة على الزناد المعدني، و مراعاة الظرف الفارغ الذي سيخرج من الفاصل و ردة السلاح في يدك بعد الاطلاق مباشرة حتى لا ينكسر معصمك و في حالة السلاح الآلي الخفيف لا ينخلع الكتف، ان في اي حال من الاحوال يمنع اطلاق الاعيرة النارية في الهواء داخل المدن حتى لا تصيب احدا بالخطأ، ان كنت تنوي استخدام سلاحك فلابد و ان يكون للضرورة القصوى. 

لا حظ كم المعلومات التي يجب ان يراعيها حامل السلاح اثناء اطلاقه، هل لك ان تتخيل استخدام كل تلك المعلومات في اقل من كسر الثوان ؟؟ ليست بالسهولة ابدا و من الوارد جدا ان تقع نسبة الخطأ بين الحين و الآخر، ان كل تلك الارشادات و التعليمات في المخ لا تتناسب ابدا مع وقع صدمة قرار اطلاق الرصاص على شخص ما، الوضع يختلف تماما، فان ذلك الامر سيدفع المتلقي حتما نحو امرين، اولهما هو التوقف و الاستسلام و الآخر هو المقاومة و في الحالة الثانية يزداد الضغط النفسي و البشري الواقع على حامل السلاح كي يقدم على فعلته. 

لعل الامر يبدو قاسيا في محتواه و حقيقته ولكن تلك القسوة و ذلك المحتوى يقع عبئا فقط في المرة الاولى على القاتل المتعمد، صدق او لا تصدق ذلك، مع توالي مرات القتل يصبح الامر اعتياديا، و القتل اسهل. 

ان ما يحدث في ليبيا اليوم هو امر اعتيادي للعقيد المختل معمر القذافي، نعم هو مختل، فهو لا يملك عقلا آدميا بلا شك و لا يملك قلبا و يملك ميول شاذة تجاه المخدرات و امتدت الى هيئته الغير مفهومة و القميئة، ان العقيد الاهتم الاهبل قرر اطلاق الرصاص على شعبه. 

لو كان أدولف هيتلر حيا لما فعلها، لو خيرت نتانياهو و باراك و شارون لما فعلوها ابدا، لو توجهت بالطلب لنابليون لرفض ان تمس شعره من من شعبه او جنوده بل و يضحي بحياته فداءا لهم و ان كانوا في حالة انقلاب عليه. 

اننا امام حالة متفردة من الخبل العقلي و جنون السلطة و عشق الانتقام من شعب حكمه الخول العقيد اكثر من اربعون عاما، اننا امام جريمة عالمية لو سمع عنها ابليس بذات نفسه لارتعد خوفا من عقاب ربنا فيه، فما بالك بذلك القذافي؟؟ 

ان قرار الرصاص قرارا صعب جدا و الاصعب منه قرار القتل و المستحيل بعينه ان تقتل احدا من اهلك ولكن القذافي لا يعرف المستحيل، بكل بساطة لا يعرفه لانه قام به طوال حياته، انا ارفض تسمية القذافي بالدكتاتور او المجرم، ان القتلة لا يستحقوا ذلك التشبيه و المجرمون انبل منه، ان القذافي هو حالة قائمة بذاتها انت قذافي اذا انت قذافي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق