الأربعاء، 9 مارس 2011



بسم الله الرحمن الرحيم

حتى الآن و الى تلك اللحظة الاغلبية العظمى من الشعب المصري تعاني من حالة تعجل و استعجال مباشر للامور، دون النظر للحالة العامة التي تسببت فيها ثورة الشعب في الشهور الماضية، من المنطقي و الطبيعي ان كبت مثل هذا الكم من المشكلات و التحديات و المطالب طوال سنوات مصر الاخيرة يؤدي الى انفجار شعبي و تعددية في الافكار قد تصل الى حد التراشق اللفظي بين اطراف نفس جهة النزاع كما حدث من مؤيدي و معارضي حوار د/علاء الاسواني و الفريق احمد شفيق حيث وقع انقسام معنوي وصل انه البعض يتهم الآخر بعدم الرباية و قلة الآدب

بغض النظر عن سطحيات الامور تلك ان ما يحدث في مصر الآن هو مقدمة لثورات عدة و لسنوات طويلة في البحث عن الحرية، و المشكلة الكبرى من وجهة نظري المتواضعة هي سرعة و استعجال البحث عن دواء للعرض قبل معالجة المرض نفسه، زي بالظبط الحملات الكتير اللي بتنزل بتاعت يلا نبني مصر .. ناقص يزودولها بأه عشان الاستعطاف .. يلا نبني مصر بأه .. بليز .. ارجوكوا

لابد و ان ندرك اننا في مرحلة فاصلة قد تكون الآخيرة في بناء مصر الحديثة و بعيدا عن الانتماءات الدينية و الاهواء و الاحلام في النهاية ما سيحدث هو حتمية الامور و اللي له شوية في قراءة الدين و متابعة تاريخ اللاهوت ( ده بجد انا مش بهرج ) حيعرف ان كل ده موجود و مشار اليه، المهم يعني اننا عشان برضه الناس اللي بتسأل هو حيحصل ايه في المرمة دي كلها !! تعالوا نسترجع امر في منتهى البساطة

ثورة عام ١٩١٩ قامت تلك الثورة بسبب الاحكام العرفية التي تم فرضها من الانجليز على مصر و رفض بريطانيا مشاركة مصر في مؤتمر باريس مما دفع القائد و الزعيم سعد باشا زغلول و معه محمد محمود و اسماعيل باشا صدقي و حمدي الباسل للوقوف امام المجلس العسكري البريطاني في مصر و تم القبض عليهم الاربعة فخرج الشعب المصري كله ينادي بالاستقلال ( خد بالك من كله دي ) و كانت تلك هي المرة الاولى التي تشارك فيها المرأة برأيها في مظاهرات و تخرج للشارع

ان نتائج ثورة ١٩١٩ تم التحصل عليها بعد ثلاث سنوات من المجلس العسكري البريطاني و تم اعلان مصر كدولة مستقلة لها دستور تحت سيادة الحكم البريطاني و اختصارا للوقت ظلت مصر طوال ثلاثون عاما تعاني من طفيليات الحكم البريطاني على مصر حتى انقلاب الجيش المصري عام ١٩٥٢ و قيام ثورة يوليو و الجلاء في العام التالي، ثم استقلت مصر سياديا و اقليميا بعد حرب ١٩٥٦

طبعا ليس الغرض من الكلام ده كله انه الناس تلطم و تقول يا نهار اسود احنا قدامنا كل ده في غياب امن و غياب مطافي و فتنة طائفية و ناس واقفة في الميدان و ناس قاعدة تحت الكوبري .. و انما انا بس حبيت اوضح ان التغيير في عمر الاوطان عمره ما بيجي في شهرين ولا تلاتة ولا سنة لانه لو كان ينفع التغيير يجي في الفورتي فورتي كده و لو كنا كلنا نزلنا الشارع ( راجع حديثي عن ثورة ١٩١٩ ) كنا زمانا شكلنا لجان عامة و عملنا حزب واحد انما انت لو جيت تبص للامر حالا دلوقت حتلاقي سبعتاشر حزب ( هم بجد سبعتاشر) و حتلاقي كل فرد في المجتمع المصري رأيه غير اخوه و ان كان يتفق معاك ان مبارك ده كان زفت مما أدى الى المليونية اللي كانت في التحرير و في مصر بشكل عام، اما المطالب الفئوية الحالية و هي بالمناسبة مطالب صحية و طبيعية في ظل ظروف التغير الحالي عاملة زي ما يكون بابا بقاله سنين و قارفنا و فجأة قال انا مستعد اعمل لكل واحد اللي نفسه فيه فا كل واحد بيجري و نفسه في حاجة مش واخد باله ان وراه بيت بيتهد و ان كان في لحظة فارقة المفروض يتعظ و يتوقف، الحديث عن الثورة المضادة في رأيي هو شماعة ليس اكثر ولا اقل لتبرير تصرفات البعض من اميين الثقافة في هذه البلد و ان كان طبعا لازم نعترف انه فيه فلول للنظام بتفرفص في مكانها بس انا اعتقد انه صفوت الشريف قاعد عالكبانيه دلوقت قبل ما يكون قاعد في مكتبه بيدير حملة شن الثورة المضادة

الخلاصة ان ثورة ٢٥ يناير هي في تقديري الشخصي بداية جديدة تماما لعهد آخر و اللي لسه بيفكر زي ما كان بيفكر يوم ٢٤ يبأه غلطان و اللي لسه عاوز ينزل يعيش حياته كما كانت يبأه برضه غلطان، اعتقد انه هذه الثورة هي ايضا الاولى في عدد متتالي من ثورات قادمة منها تصحيح و منها اقصاء حتى نصل الى مصر الحديثة التي تستحق و ان تكون اغنى و افضل دولة في العالم ليس بالاماني وانما لانها كذلك فعلا

الحمد لله رب العالمين
ارجو ان اللي يعجبه كلامي ينشره عالحبل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق