بسم الله الرحمن الرحيم
مشهد ١ – ليل خارجي – طريق السويس
تتحرك الدراجة البخارية الهارلي السوداء مسرعة على طريق القاهرة/السويس الصحراوي بينما تمر اعمدة النور كلمحات ضوئية مع سرعة الدراجة التي تنطلق على الطريق
صوت احمد قاسم
اصعب وقت اللي بتحاول تشوف فيه الحقيقة وسط الضلمة
و اول ما الفجر يبدأ يكسر الحاجز ده
بتشوف طريق قدامك
يقود الدراجة شاب في اواخر العشرينات من العمر ( احمد قاسم ) و قد ارتدى جاكيت اسود جلدي بينما من خلفه تمسك في جسده بقوة فتاة شابة في اوائل العشرينات شعرها البني المجعد يطير مع سرعة الدراجة ( فرح الطرابيلي ) يضغط احمد على مقود البنزين فتتحرك الدراجة اسرع
تتعالى اصوات التشجيع و قد بدت عاليا
مشهد ٢ – ليل خارجي – قهوة بلدي
طارق الشمرلي في سنواته الثلاثون الاولى من العمر يجلس بطرف القهوة المزدحمة و قد امسك بجريدة المساء بين يديه يقرؤها في اهتمام بينما تلفزيون القهوة يجتمع من حوله روادها و قد بدت مباراة لمنتخب مصر تجري احداثها في نفس اللحظة بينما طارق يسرح للحظة مع المباراة و هتاف الحضور لفرصة ضائعة
صوت احمد قاسم
و بنتوه ما بين الصح و الغلط .. بين الفرص اللي كانت في ايدينا
و الفرص اللي راحت مننا
مشهد ٣ – ليل خارجي – طريق السويس
احمد قاسم يضغط على البنزين اسرع بينما تظهر من خلفه لمحات ضوئية لسيارات الشرطة التي تطارده
صوت احمد قاسم
و بنحتاج وقت اطول عشان نعرف ناخد القرار
نكمل وسط الطريق ولا نقف
مشهد ٤ – ليل داخلي – المطعم
ليلى شابة في اواخر العشرينات تخطو الى داخل المطعم المزدحم بينما هي تحمل بيدها اليمنى خوذة الدراجة البخارية الخاصة بها و يبادلها العاملين بالمكان الابتسام مما يوحي على شهرتها بالمكان بينما شباب يملأ المطعم و قد بدى عليهم الثراء عكس مجتمع القهوة البسيط و ان كان يشارك نفس المجتمع في متابعته للمباراة باهتمام
تقترب ليلى اكثر من حيث يجلس كريم جورج بصحبة زوجته الشابة سارة جبريل و قد بدى على سارة السعادة لرؤية ليلى بينما كريم يتحمس اكثر للمباراة و يكاد ان يفقد نظارته الطبية في غضب لضياع فرصة اخرى
كريم
يا اخي شوط بأه
مشهد ٥ – ليل خارجي – طريق السويس
سيارات الشرطة تقترب اكثر من احمد قاسم الذي يلمح انوارها الآن في مرآته الجانبية بينما علامات الكيلومتراج تمر من جواره لتشير ان القاهرة على بعد عشرين كيلو
صوت احمد قاسم
كلنا جوانا الكويس و الوحش
الخير و الشر .. لكن في الآخر و مهما الدنيا اغمقت و ضافت بينا
النور بيجيله وقته
الهتاف يعلو و التشجيع صداه في رأس احمد قاسم
مشهد ٦ – ليل خارجي – الكامب
الرياح تهب من تجاه شاطىء البحر نحو الكامب و العشش الصغيرة الموجودة في تناثر حول المكان، عدد من الاجانب و المصريين على حد سواء في الكامب حول نيران المجلس الصغير الموجود في قلب الكامب و قد جلس حسام بينهم يمسك بهاتفه المحمول محاولا الاتصال و قد جاء صوت الهاتف المغلق من الناحية الاخرى ليضيف القلق على وجهه بينما الاجانب يمسكون باعلام مصر في تشجيع و يتابع عمال الكامب المباراة بشغف و قد بدى عزت مدير الكامب يحاول ظبط الايريال الخاص بالصورة و يتعالى الهتاف لهجمة مصرية متقدمة
مشهد ٧ – ليل – خارجي / داخلي – فوتومونتاج
تتقاطع المشاهد سريعا بين المطعم و القهوة و الكامب .. حركة الجمهور الجالس في كل مكان و حماسة عيناه مع صوت المعلق بينما دراجة احمد قاسم تتأرجح مع اقتراب سيارات الشرطة منها ليختلط صوت السارينة مع هتاف الجمهور
المطعم – يهب الجميع واقفا بما فيهم ليلى و كريم و سارة للمباراة
القهوة – تسقط اكواب الزجاج على الرض لتتهشم من القهوجي الشاب الذي ينتفض فرحا للهدف
الكامب – الاعلام تغزو الساحة الصغيرة و الصراخ يعلو في فرح
صوت احمد قاسم
ساعات بحس اننا بنحلم و ان الطريق الضلمة ده ملوش آخر
كلنا غير بعض .. مع ان كلنا واحد
مشهد ٨ – ليل خارجي – طريق السويس
دراجة احمد قاسم بوسط الطريق بينما فرح على الارض و قد سالت الدماء من انفها و بدت في حالة اغماء
اشارات الدراجة تتقطع باللون الاصفر لتلمع في عيني احمد قاسم الراقد على الارض ساكنا دون حياة و قد التفت سيارات الشرطة حول مكان الحادث بينما تبدو عدة سيارات ايضا بالمكان تقف بجانب الطريق
مشهد ٩ – ليل داخلي – منزل عائلة قاسم – الشرفة
سعاد طعيمة في العقد الخامس من العمر تجلس في شرفة منزلها بمصر الجديدة تتأمل الشارع في ترقب و قد تعالت اصوات التهليل للهدف الذي تم احرازه حتى تستمع لصوت دراجة بخارية فتهب عن كرسيها لتتأمل الشارع فيتضح انه موتسيكل ديليفري فتعود لجلستها في اسى ثم تتنبه للصوت الآتي من صالة المنزل
صوت صلاح قاسم
الله اكبر
يجلس صلاح على كرسي السفرة بقلب الصالة و هو يصلي العشاء في ورع و قد بدى عليه الارهاق بفعل السن
مشهد ١٠ – ليل داخلي – منزل عائلة قاسم – غرفة محمد قاسم
يجلس محمد قاسم على مكتبه القديم بينما من امامه صورة تجمعه بشقيقه احمد قاسم في قلب المكتب و قد بدت كتب المذاكرة من امامه و هو يتحدث في الهاتف
محمد قاسم على الهاتف
مريم ؟؟ مريم ؟؟ انتي رحتي فين ؟؟ ايه ؟؟ جون ؟؟
مين اللي جابه ؟؟ لا اصلي مش بتفرج
طب لأ خلاص روحي بأه .. اه انشالله حاجي المحاضرة .. سلام
يتوقف للحظة و هو ينظر تجاه الصورة و قد امسك بصدره يفركه في باطارف اصابعه عاقدا حاجبيه في قلق مفاجىء حتى يأتي صوت جرس الهاتف من الصالة فيتنبه له و هو ينهض متعجبا من على كرسيه تاركا الصورة وحدها في ضوء الاباجورة الصغيرة
مشهد ١١ – ليل داخلي – منزل عائلة قاسم – الصالة
تتجه سعاد طعيمة نحو هاتف المنزل مسرعة في قلق و قد بدت اضاءة المنزل خافتة من خلال البلكونة الكبيرة المفتوحة على صالة المنزل
سعاد لنفسها
بسم الله الرحمن الرحيم .. خير يا رب
ترفع سعاد سماعة الهاتف مجيبة
سعاد
الو ؟؟ ايوة يا فندم .. انا ابأه والدته .. ايه ؟؟؟ حادثة ايه ؟؟
يختتم صلاح قاسم صلاته
صلاح
السلام عليكم و رحمة الله .. السلام عليكم و رحمة الله
سعاد
هو فين ؟؟ ودتوه فين ؟؟؟ ابني فين ؟؟؟
يخرج محمد قاسم مسرعا في ظلام الصالة
محمد قاسم
فيه ايه يا ماما ؟؟ مين ده ؟؟
تبكي سعاد و هي تنهار على ارض الغرفة و تمسك بسماعة الهاتف فينقض صلاح مسرعا على السماعة
صلاح علي الهاتف
الو ؟؟ الو ؟؟ مين ؟؟
يقترب محمد من والدته
محمد
فيه ايه يا ماما ؟؟ ايه اللي حصل ؟؟
سعاد تبكي
اخوك مات .. اخوك مات يا محمد
ينظر محمد قاسم تجاه والده الذي بدى اكثر تماسكا و هو يمسك بسماعة الهاتف في صمت ثم يضع السماعة مكانها و هو ينظر تجاههم
محمد
بابا ؟؟
مايزال صلاح قاسم ينظر تجاههم في صمت الصدمة
مشهد ١٢ – نهار داخلي – ادارة مكافحة المخدرات – الاروقة
الرائد شريف الجوهري في منتصف الثلاثينات من العمر وجهه يحمل صرامة المهنة و حكمة و دهاء في عينيه بينما هو يخطو في اروقة الادارة بخطوات مسرعة بينما يقوم افراد الامن بتحيته حتى يلتقي بالمقدم حسن ثابت من امام مكتب اللواء رشاد و قد بدى حسن خارجا للتو من المكتب
حسن
صباح الخير
شريف
صباح النور .. رشاد بيه على مكتبه ؟؟
حسن
اه مستنيك .. بقولك ايه .. خلص معاه و كلمني .. انا رايح الزمالك
يومىء شريف برأسه متفهما بينما يفتح فرد الامن الباب كي يدخل شريف الذي يتأهب للحظة قبل دخوله المكتب لملاقاة مديره
مشهد ١٣ – نهار داخلي – مكتب اللواء رشاد
رشاد في الخمسينات من العمر ملامحه صارمة و قد جلس على مكتبه في ترقب لوصول شريف و هو يخلع نظاراته الطبية ذات القائم الذهبي عن عيناه في اهتمام
رشاد
تعالى يا شريف
شريف
صباح الخير معاليك .. سعادتك طلبتني ؟
يجلس شريف من امام رشاد فور ان يصافحه
رشاد
اه .. الواد مات على طريق السويس .. انقلب بالموتسيكل هو و البت اللي معاه
شريف
ماهي غلطة البهوات اللي سابوه اصلا يهرب منهم في دهب
رشاد
خلاص بأه اللي حصل حصل .. المهم انا عايزك تتحرك
شريف
مانا جاهز يافندم من ساعة ما قلتلك .. حطلع عالكامب حالا
رشاد
لأ استنى .. خللي حسن هو اللي يروح
على بال ما يطلع الاذن و نشوف حل للهليلة بتاعت الاجانب و مش الاجانب
خلليك انت ورا الاسامي اللي معاك و هاتهم من قفاهم
واحد واحد .. عايزين نخلص من الموضوع ده بسرعة
التفهم على وجه شريف
شريف
تحت امر معاليك
مشهد ١٤ – نهار خارجي – امام توكيل هارلي
تتوقف ليلى بدراجتها البخارية من امام التوكيل و قد بدت الدراجة تزئر مع ركنتها الاخيرة و تخلع ليلى خوذة القيادة و هي تترجل من على الدراجة متجهة نحو باب التوكيل حتى تفتح الباب الزجاجي
مشهد ١٥ – نهار داخلي – توكيل هارلي – المعرض
تخطو ليلى الى داخل المعرض و تتنبه لسمر مديرة المبيعات التي تقف في انتظارها بصحبة شاب في اوائل الثلاثينات و هو المقدم حسن
سمر
مدام ليلى .. صباح الخير
ليلى
صباح النور يا سمر .. ازيك كده ؟؟
سمر
الحمد لله .. مدام ليلى .. الرائد حسن كان مستني حضرتك
تتعجب ليلى للحظة ثم تقترب من حسن
حسن
مدام ليلى عبد العزيز ؟؟
ليلى
ايوة يافندم .. تحت امرك
حسن
انا الرائد حسن ثابت من مكافحة المخدرات
و حضرتك مطلوبة للاستجواب عندنا
ليلى
استجواب ؟؟ بخصوص ايه ؟؟
حسن
بخصوص الاستاذ احمد قاسم .. شريك حضرتك
الاستاذ احمد قاسم اتوفى امبارح بالليل في حادثة على طريق السويس
الصدمة على وجه ليلى
ليلى
ايه ؟؟ اتوفى ؟؟
حسن
انا اسف يا مدام ليلى .. ياريت حضرتك تتفضلي معانا ساعة مش اكتر
مشهد ١٦ – نهار داخلي – قاعة محكمة
طارق الشمرلي شاب في اواخر العشرينات من العمر يقف امام قاضي المحكمة في قلب المرافعة بينما يشير تجاه قفص الاتهام و قد بدى فيه رجل مسن في الخمسينات يقف وحيدا ( محمود عبد الحفيظ ) و قد بدى على وجهه اسى السنوات من العمل و قهر السجن
طارق
يا ريس استاذ محمود ده راجل بقاله خمسة و تلاتين سنة بيشتغل في البنك
موظف حسابات .. مهيته في يناير الفين و تسعة و صلت بعد الحوافز و العلاوات
لتمنمية و سبعين جنيه .. خمسة و تلاتين سنة و تمنميت جنيه
بعد ما جوز بناته و علمهم و رباهم .. النهاردة بعد العمر ده كله يا ريس
حيسهل عملية رشوة بستة مليون جنيه ؟؟
في الصف الامامي للقاعة يجلس عبد الرحيم القناوي المحامي المخضرم يحرك سبحته الزرقاء بين يديه متابعا طارق و هو يبتسم في سخرية
طارق
طب يا ريس لو هو سهل الرشوة فعلا فين نصيبه ؟؟
انما يا ريس عشان احنا عندنا هنا في مصر
بنقول السيئة بتعم .. يعني مختار السنهوري و عفت السنهوري و جوزها
عبد العليم فؤاد يسرقوا البلد دي و يهربوا على بره و اللي كان
بياخد تمنميت جنيه يقولوا احنا منعرفش حاجة الراجل ده هو اللي سرق
تيجي ازاي دي يا ريس ؟؟
يتخدل القناوي مقاطعا
القناوي
يا جناب المستشار بعد اذنك انا بعترض .. الاستاذ طارق بيتهم
ناس اشراف انهم حرامية قبل ما سعادتك تنطق بالحكم
ياريت كل واحد ياخد باله من كلامه
يتبادل طارق و القناوي النظرات للحظة بينما القناوي يبتسم له بنظرة مش كده ولا ايه فيتدخل الرئيس
الرئيس
من فضلك يا استاذ طارق التزم بحدود الصفات في كلامك
مشهد ١٧ – نهار داخلي – خارج القاعة
يقف طارق على باب القاعة مدخنا سيجارة بينما تمسك له داليا مساعدته باغراضه و تناوله سندوتش فول، داليا فتاة في اوائل العشرينات محجبة بسيطة الهيئة
طارق
ايه ده يا داليا ؟؟
داليا
فطارك يا استاذ ولا قول غداك داحنا بقينا الساعة اتناشر
يفتح طارق السندوتش في خبث ثم يعيده لداليا
طارق
فول ؟؟ عايزاني و انا بترافع في قضية زي دي اخش عالقاضي واكل فول؟؟
داليا
يوه و ماله الفول ؟؟ طب ماحنا في دايرة الزاوية كلنا فول
اروح يعني اجيبلك كوك دور ولا اعمل ايه انا ؟؟ كل يا استاذ الفول يحبه البدن و غذا العقول
يتأسف طارق على داليا مبتسما في سخرية حتى يتنبه للقناوي يخرج من القاعة وسط مساعديه فيلتفت تجاه طارق للحظة ثم يتجاهله ليعود للصحفيين الذين يقتربون منه للأسئلة بينما تعود داليا له
داليا
راجل وشه يكئب
يتناول طارق من سندوتش الفول في استسلام
طارق
انا قعدت وشي في وشه اللي مش عاجبك ده سبع سنين
داليا
احسن انك بقيت لوحدك كده يا استاذ
ربنا كرمك و حيكرمك عشان انت ابن حلال
اه اصل انا امي اول ما جيت الشهر اللي فات من عندك
قلتلها بصي كده ياما في وشه و قوليلي فيه الخير ولا لأ ؟؟
طارق
و هي شافتني فين ؟؟
تتناول داليا هاتفها المحمول القديم نسبيا و مدندش و متدلع باستيكرز قلوب و دباديب
داليا بفخر
مانا صورتك يا استاذ و انت مش واخد بالك
يتنبه طارق لصورته في الهاتف و تبدو صورة عجيبة من حيث الزاوية فيبدو وجهه مقربا جدا
طارق
يا داليا حرام عليكي .. دي زمانها قالت عليا سفاح مش محامي
داليا
و كتاب الله قالتلي ده وشه كده أمور
ينظر لها طارق غير مصدق بينما يفاجأ بالقناوي يربت علي كتفه بينما هو يمشي مبتعدا
القناوي
بالتوفيق يا متر
تخرج داليا للقناوي لسانها في ظهره بينما يتنبه لها طارق فيمسك بفمها مسرعا
مشهد ١٨ – نهار داخلي – مكتب التحقيق
تجلس ليلى امام الرائد شريف في مكتبه بينما يبدو من امامه فنجان القهوة فارغ و قد بدى عليها الحزن الشديد و اثار البكاء فيتناول مناديل ورقية من امامه و يناولها لليلى، شريف في منتصف الثلاثينات ملامحه حادة و ان كان وسيم يضع من امامه علي مكتبه صورة تجمعه فيما يبدو بأبنه الصغير عمر ( ست سنوات ) بينما لهجته توحي بالصعيدية
ليلى
متشكرة
شريف
حضرتك و احمد قاسم كنتوا صحاب من زمان ؟؟
ليلى
ايوة .. من خمس سنين تقريبا
يفكر شريف للحظة
شريف
عمره ما جاب سيرة اي نوع مخدرات قدامك او انه بيتاجر في اي حاجة ممنوعة
ليلى
لأ طبعا
يميل الظابط تجاه ليلى
شريف
مدام ليلى .. حضرتك و احمد قاسم .. كانت علاقتكوا مجرد صداقة ؟؟
تنظر ليلى تجاهه بحدة
ليلى
سيادة الرائد .. ياريت حضرتك تاخد بالك من كلامك شوية
و لو انا هنا عشان الصداقة و الصحوبية اللي بيني و بين احمد قاسم
قاسم كان عنده بدل الصاحب الف
يلتزم شريف الصمت للحظة بينما هو يخلع ساعته و يبدأ في ظبطها
شريف
مين قال انك هنا عشان الصحوبية ؟؟ حضرتك هنا لانك شريكة احمد قاسم
توكيل الموتسيكلات الصيني بتاعكوا انتوا الاتنين .. مش كده ؟؟
ليلى
استاذ احمد الله يرحمه سحب ارباحه و استلف من الشركة فلوس
عشان يعمل بيزنس لوحده .. احنا شركا عالورق بس
تسمح تفهمني بأه انا هنا ليه ؟؟
يفكر شريف للحظة
شريف
مدام ليلى حضرتك هنا عشان الاستاذ احمد متهم قدامنا انه بيفرق كوكايين
في دهب و في الكامب بتاعه على ناس من زباينه هناك
الدهشة على وجه ليلى للحظة
شريف
انتي تعرفي ايه عن الكامب بتاع راس شيطان ؟؟
تتنبه ليلى للسؤال
ليلى
رحته مرة او اتنين مع احمد و بقيت صحابنا
اللي متعودين كلنا نتقابل مع بعض
يتناول شريف ورقة من امامه و قلم
شريف
استسمحك تكتبيلي اسامي الناس اللي حضرتك و استاذ احمد متعودين تقابلوهم
تتناول ليلى الورقة في قلق و هي تمكس بالقلم فينظر لها شريف
شريف
فيه حاجة ؟؟
ليلى
سيادة الرائد افتكر ان انا مش مضطرة اعمل كده
يعتدل شريف متنبها في محاولة منه ان يبدو لطيفا
شريف
مفيش حد مضطر على حاجة .. بس فيه قانون
و فيه قضية بحقق فيها .. و حضرتك ممكن تكوني طرف
بلاش تبأه معرفتنا اولها لف و دوران .. اتفضلي
تفكر ليلى للحظة ثم تقوم بكتابة اسماء تباعا و ينظر لها شريف باهتمام و ما ان تنتهي حتى تضع القلم و الورقة من امامه في غضب تتجه ليلى الى خارج المكتب بينما ينظر الرائد تجاه الباب مفكرا ثم يتناول شريف هاتفه ليقوم بالاتصال و قد امسك بالورقة في يده متأملا الاسماء
شريف على الهاتف
ايوة يا حسن .. انت لسه عندك ؟؟ طيب روح البيت و بعدها اتحرك معاهم على الكامب
لا انا رايح المستشفى دلوقت .. اسمع .. فيه خمس ست اسامي كده
عايزك تبعت حد يجيبهوملنا واحد واحد
يتناول شريف اغراضه و يهم الى خارج المكتب
مشهد ١٩ – نهار داخلي – شركة الدعاية و الاعلان – مكتب الاجتماعات
يقف كريم متأنقا امام مائدة الاجتماع التي يجلس عليها عدد من وكلاء عميل اعمار نصر الدين
كريم
مصر .. بلدنا البيت اللي بنعيش فيه كلنا .. و كلنا بندور في البيت على تلت حاجات
الامان و الراحة و الخدمات .. و عشان كده قررنا نعمل شكل الدعاية
للكومباوند بالرقم تلاتة
يزيح كريم بورد الكتابة من امام اللجنة
كريم
علم مصر .. احمر و ابيض و اسود .. تلت الوان منه حنقول
الابيض هو الامان و الاسرة من شكل تصميم الوحدات الموجودة
و الاسود حنقول الراحة من شكل الشياكة و الذوق العالي في تشطيب الوحدات
و ناخد الاحمر نكون منه الخدمات باماكنها في الكومباوند
الاهتمام على وجه اللجنة و قد بدى بعضهم يكتب ما يقوله كريم
كريم
الفكرة في العلم هي الوحدة .. ان الكومباوند لكل المصريين
يقاطعه احد الحضور
العميل
فكرة العلم لطيفة يا كريم .. بس مش ده اللي احنا بنفكر فيه
الدهشة للحظة على وجه كريم بينما يعتدل العميل شارحا
العميل
يعني انت عممت الموضوع اوي .. احنا عاوزين نخصصه شوية
بمعنى ان الكومباوند مش لكل الناس .. بالعكس
احنا هدفنا الصفوة
يبدو التفهم على كريم
كريم لنفسه
الصفوة .. طب و ايه من وجهة نظركوا هما الصفوة ؟؟
العميل
الناس اللي زيك و زيينا
كريم مقاطعا
اللي معاهم فلوس يعني حضرتك تقصد ؟؟
على فكرة ممكن لما الحملة تنزل بالشكل ده تحمس ناس كتير
انها تجتهد و حتى تقدر تقسط و تشتري مش شرط الناس بتوع
هاسيندا و مارينا و سواحل البلد هما بس اللي يشتروا
يبتسم العميل
العميل
انا مش عايز اللي بيقسط ده يا كريم .. انا عايز بتاع هاسيندا و مارينا
هما دول مصر بالنسبالي
كريم
تسمحلي اسأل حضرتك سؤال ؟؟ الكومباوند ده مش ملك الاستاذ نشأت نصر الدين
العميل
مظبوط
كريم
الاستاذ نشأت بعيدا عن علاقتي و معرفتي الشخصية بيه
يبأه وزير في جمهورية مصر العربية
يبتسم العميل متفهما
العميل
كريم .. مستر نشأت رئيس مجلس الادراة بحكم شغله
لكن منصبه و واجبه ناحية البلد ملوش علاقة بمشاريعه
يوميء كريم برأسه متفهما
العميل
و عموما انا مش حزعلك .. حناخد فكرة العلم اللي عجباك دي
بس شيل من دماغك موضوع الغلابة و الاحلام و الطموح ده والنبي
خللينا احنا في حتة لوحدنا و الغلابة ليهم يوم اليتيم
يبتسم العميل في سخرية لا تتناسب مع كريم الذي ينظر له في ضيق و قد تعالت ضحكته الساخرة
مشهد ٢٠ – نهار داخلي – مكتب جورج عيسى
يجلس السيد جورج اسحاق عيسى على مكتبه الواسع و هو يتأمل صورة لابنه على مكتبه ثم يتنبه لطرقات الباب و يدخل كريم المكتب في عجالة و غضب
كريم
انا مش حكمل موضوع اعمار نصر الدين ده .. الراجل اتهبل في نافوخه
انا قلت لخالد زمان ابوك لو بأه وزير حيبلعنا كلنا
ينظر له والده في صمت و قد بدى عليه التفكير في امر ما بينما يكمل كريم
كريم
مالك يا بابا ؟؟ فيه حاجة ؟؟
جورج
فيه ناس من المباحث جم و سألوا عليك من شوية
كريم
مباحث ؟؟ مباحث ايه ؟؟
جورج
احمد قاسم صاحبك
حصلتله حادثة امبارح بالليل و مات على طريق مصر السويس
الصدمة على وجه كريم
كريم
احمد ؟؟
مشهد ٢١ – نهار داخلي – المستشفى – العناية المركزة
ترقد فرح الطرابيلي في غيبوبة تامة في سريرها بقلب المستشفى بينما يقترب منها والدها محمودالطرابيلي ليربت على رأسها في حنية، محمودانيق الهيئة ملامحه يكسوها الحزن و الضيق بينما يقترب الطبيب انور رئيس المستشفى منه مسرعا
انور
محمود
يتنبه محمودله
انور
انا حجزتلك الاستراحة هنا في الدور ..
ينهض محمودعن سرير فرح و يقترب من الدكتور انور رئيس المستشفى
محمود
مفيش اي امل ان فرح تفوق قريب ؟؟
انور
يا محمود ده قدر و لطف بيها .. الوقعة عملتلها شرخ في الجمجمة
و الكوما اللي هي فيها دي حتطول شوية
محمود
تطول ؟؟ تطول قد ايه ؟؟
التردد على وجه الطبيب
انور
يعني .. في الحالات اللي زي دي
على بال مالعضم يلم و المخ يرجع يشتغل طبيعي
مش اقل من اسبوعين و يمكن تلاتة
الصدمة على وجه محمودللحظة
محمود
يا رب سترك و عفوك و رضاك .. سترك و عفوك
يربت الطبيب على كتف محمود
محمود
قوللي يا انور نسفرها بره ولا حالتها متسمحش
انا مستعد ادفع اي حاجة اللي تطلبه حعمله
دي فرح يا انور .. انا ماليش غيرها في الدنيا
انور
اطمن يا محمود.. هي هنا زي اي حتة في الدنيا و اديك شايف
محدش مقصر و بعدين حتى لو حبينا نسفرها مش حينفع
محمود
مش حينفع !! مش حينفع ليه ؟؟
انور
عشان فرح متهمة في قضية مخدرات هي و الواد اللي كانت راكبة وراه
و متعين عليها حرس
محمود
مخدرات ؟؟ مخدرات ايه ؟؟
انور
من شوية جالي امر نيابة من وزارة الصحة عشان نعمل تحليل دم لفرح
في شك انها بتتعاطى كوكايين
ينظر محمودتجاه فرح في غضب ثم تجاه انور
محمود
كوكايين مين يا انور ؟؟ دي فرح !! انت اتجننت
انور
وطي صوتك احنا في العناية
انا زيي زيك يا محمود.. مش فاهم حاجة
يفكر محمود
محمود
ده ملعوب و انا عارف صاحبه
انور
فكر براحتك و شوف محامي كويس .. انا مضطر انفذ امر النيابة
و اعمل التحليل .. بس انا حبيت ابلغك عشان تبأه عارف خطوة بخطوة
يفكر محمودللحظة ثم يوميء برأسه متفهما و يخرج من ستارة العناية في غضب بينما يلحقه انور ببصره ثم يشير للممرضة التي تقترب من فرح و تبدأ في سحب عينة الدم من ذراع فرح
مشهد ٢٠ – ليل داخلي - المستشفى – الاروقة
يقف محمودممسكا بهاتفه المحمول يتحدث فيه بعصبية
محمود على الهاتف
ايوة .. انا في المستشفى .. اسمعني كويس .. حسام المصري
ايوة حسام .. الواد شكله طلع بيتاجر في المخدرات هو و الزفت التاني اللي اسمه
احمد قاسم .. قافل تليفونه .. معرفش ..
مشهد ٢١ – غروب خارجي – كامب راس شيطان
حسام المصري شاب في اواخر العشرينات من العمر يقف امام شاطيء البحر ممسكا بهاتفه يتأمله و هو مغلق مفكرا ثم يعود يعود ببصره نحو البحر و يتجه ليمشي حسام وسط زوار الكامب متأملا حركة العمل ثم يشعل سيجارة لنفسه و ينفس دخانها مفكرا بينما يتنبه لعزت مدير الكامب
حسام
يا عزت
يقترب عزت منه و هو شاب في منتصف العشرينات
عزت
ايه يا حوس ؟؟ نازل مصر خلاص ؟؟
حسام
اه .. حضرت فلوس المرتبات ؟؟
عزت
انا سلمت الكاش المصري اللي معايا
و حنزل دهب افك بقيت الفلوس من هناك
حسام
لأ خلليك .. انا حعمل كده
يتناول حسام كيس النقود من يد عزت في اهتمام
عزت
لسه حمد قاسم مش بيرد ؟؟
يتجاهل حسام السؤال
حسام
انا ساعتين تلاتة بالكتير و راجع
يربت حسام على كتف عزت مبتعدا
عزت
حوس
يتنبه حسام له
عزت
هو كان فيه مشكلة بينك و بين قاسم ؟؟
حسام
بتسأل ليه ؟؟
عزت
حاسك كده .. مش تمام
يفكر حسام للحظة ثم يجيب في أسى
حسام
بلا تمام بلا زفت .. خللي عينك عالناس و عالواد سعد شكله بيخنصر
يبتعد حسام عن عزت الذي يبدو عليه الشك في كلام حسام
مشهد ٢٢ – نهار داخلي – المستشفى – مكتب الطبيبة
يجلس محمد قاسم من امام والده الذي بدت ساقه تتحرك في عصبية و عفوية بينما الطبيبة تجلس على مكتبها تتحدث في الهاتف فيوقف محمد بيده في حرص حركة ساق والده في حنية
الطبيبة
الو .. ايوة يا جمال .. احمد صلاح قاسم
ايوة والده و اخوه هنا عندي في المكتب
يتبادل محمد و صلاح النظرات للحظة
الطبيبة
طيب حاضر .. مع السلامة
تنهي الطبيبة المكالمة و تلتفت تجاه محمد و صلاح
الطبيبة
انا آسفة جدا يافندم .. الحقيقة مش حتقدروا تستلموا جثة احمد
محمد
ليه حضرتك ؟؟ هو فيه حاجة ؟؟
الطبيبة
عشان الطب الشرعي كان مستني قرار النيابة و من شوية بس القرار طلع
يزداد صلاح عصبية و يعلو صوته في ضيق
صلاح
نيابة ايه و طب شرعي ايه يا دكتورة ده واحد و مات في حادثة
حرام عليكوا ده اكرام الميت دفنه
الطبيبة
يافندم هدي نفسك .. دقيقة واحدة .. يا عوض شوفلي حد من البوفيه
ينهض صلاح عن كرسيه في عصبية
صلاح
بوفيه ايه يا استاذة !!! ابني مات .. ابني مات يا خوانا
عايز ادفنه .. حرام عليكوا .. هو في ايه
يهب محمد لنجدة والده الذي يسعل بشدة
محمد
يا بابا متعصبش نفسك .. طب ممكن حضرتك بس نفهم ايه المشكلة ؟؟
يتنبه الاثنان فجأة لطرق على الباب و يدخل الرائد شريف المكتب
شريف
البقاء لله يا بشمهندس .. رائد شريف الجوهري
يصافح شريف يد صلاح ثم يدور ببصره نحو محمد ليصافحه
شريف
حضرتك لازم محمد مش كده ؟؟
محمد
ايوة يافندم
شريف
البقاء لله يا دكتور
يتجه شريف كي يجلس امام الاثنان بينما تنهض الدكتورة في عفوية كي تسمح لشريف بالجلوس في مكانها
محمد
خير يافندم فيه ايه احنا مش فاهمين حاجة
يفكر شريف للحظة
شريف
احنا مش حنقدر نصرحلكوا بالدفن ولا نسلمكوا جثة احمد لحد بكره الصبح
الدهشة و الصمت على وجه صلاح و محمد
شريف
بشمهندس صلاح احنا بقالنا فترة بنحصر تجار كوكايين في البحر الاحمر
واحد منهم اسمه نجرو .. كنا بنحضر عشان نمسكه
و جاتلنا معلومات انه احمد على علاقة بيه
امبارح بالليل كنا مراقبين نجرو و كبسنا عليه بس هرب و مسكناه في القاهرة
و احمد متهم انه بيبعله الكوكايين
صلاح
احمد ؟؟؟ كوكايين ؟؟ كوكايين ايه ؟؟ احمد مش ممكن يكون بتاع مخدرات
شريف
للأسف يافندم هي دي الحقيقة .. احنا لاقينا في الجاكيت بتاعه الكوكايين
الصدمة على وجه محمد و صلاح
شريف
امبارح بالليل احمد كان في دهب و معاه صاحبته .. اسمها فرح
فرح محمودالطرابيلي .. حضرتك تعرفها ؟؟
الدهشة و القلق على وجه صلاح قاسم للحظة
صلاح
لا يافندم معرفهاش
شريف
ولا انت يا محمد ؟؟
التردد على وجه محمد للحظة
محمد
لأ
شريف مكملا
احمد خد الموتسيكل بتاعه و فرح و نزل على مصر
في الطريق جه للنقطة اشارة و جريوا وراه لحد ما حصلت الحادثة
و لما فتشوه لقوا معاه و مع فرح نص كيلو كوكايين
كمية زي دي مش ممكن ابدا تكون تعاطي
الدهشة على وجه محمد و صلاح
صلاح
ليه كده بس يا احمد ؟؟ ليه يابني تعمل كده ؟؟
ينهض شريف عن كرسيه و يربت على كتف صلاح
شريف
انا آسف يا باشمهندس .. بكره الصبح لما الطبيب الشرعي يخلص شغله
احنا حنبلغك .. حضرتك تقدر تتفضل دلوقت
يبتعد شريف الى خارج المكتب بينما يبكي صلاح متأثرا فيمسك محمد بذراع والده في حنية
صلاح
هي دي اخرتها يا احمد !!؟ هي دي اخرتها ؟؟
يبتعد محمد قاسم بصحبة والده بينما يتنهد شريف لنفسه ثم يتأمل هاتفه المستمر في الرنين ليجيب
شريف على الهاتف
ايوة يا حسن .. طب تمام .. اسمه طارق الشمرلي .. عنوانه فين بأه ؟؟
مشهد ٢٣ – نهار داخلي – منزل عائلة صلاح قاسم
تجلس سعاد طعيمة في حالة حزن شديد بصالة منزلها بينما تجلس الى جوارها جارتها و صديقتها سماح مع ابنتها الشابة ملك، سماح في العقد الخامس من العمر و ملك في السابعة عشر
سعاد
يا رب احنا عملنا ايه بس عشان اللي بيحصل فينا ده ؟!!
سماح
بس يا سعاد .. حرام عليكي .. ده قضاء ربنا يا حبيبتي ..
سعاد
لا اله الا الله .. لا حول ولا قوة الا بالله .. صعبان عليا اني مشوفتوش ..
ملحقتش اشوفه يا سماح ..
تبكي سعاد بينما تحتضنها سماح ثم يأتي صوت جرس باب الشقة فيتنبه له الثلاثة
سماح
قومي يا ملك افتحي الباب
تنهض ملك و تتجه نحو باب الشقة لتفتحه و تفاجأ بعناصر الشرطة من امامها
الظابط
ده منزل المهندس صلاح قاسم ؟؟
ملك
ايوة يافندم
الظابط
المهندس صلاح موجود ؟؟
ملك
لأ .. بس مدام سعاد .. مراته موجودة
تتنبه سعاد للباب و تنهض بصحبة سماح
سماح
مين يا ملك ؟؟
ملك
مش عارفة .. ناس بتسأل على اونكل صلاح و حضرتك
تقترب سعاد في قلق من الباب حتى تفاجأ بالظابط من امامها
سعاد
ايوة يافندم .. تحت امرك
الظابط
مدام سعاد ده اذن نيابة .. احنا جايين نفتش الشقة
يدخل الظابط بصحبة رجال الامن الشقة وسط دهشة سعاد و سماح و ملك
سعاد
تفتشوا الشقة ليه ؟؟ بتدوروا على ايه قوللي ؟؟
يقوم الامن بتفتيش الشقة و الانتشار في المنزل بينما حالة القلق تسيطر على سعاد
الظابط
بندور على مخدرات يا مدام
الدهشة على وجه سعاد و سماح و ملك
سعاد
ايه ؟؟ مخدرات ايه ؟؟ مفيش في البيت ده مخدرات
يقف احد افراد الامن امام باب غرفة احمد قاسم
الامن
الباب ده مقفول يا باشا
تتنبه سعاد لحيث يقف فرد الامن
سعاد
دي اودة احمد
الظابط
تسمحي تفتحيهالنا ؟؟
سعاد
ممعيش المفتاح .. احمد هو اللي معاه مفتاحها
يشير الظابط لرجاله
الظابط
اكسروا الباب
تقف سعاد في قلة حيلة و قلق بينما يكسر رجال الامن الباب
سماح
حاسبي يا سعاد .. حاسبي يا حبيبتي
يكسر الامن الباب و يدخل رجال الامن الى غرفة احمد قاسم بينما تقف سعاد تتابع ما يحدث و كأنه حلم امام عيناها
مشهد ٢٤ – نهار داخلي – منزل صلاح قاسم – غرفة احمد قاسم
عناصر الامن تقوم بتفتيش الغرفة و قلبها رأسا على عقب بينما يقوموا بفك الحاسب الآلي الخاص باحمد و حمله الى خارج الغرفة و يمزقوا السرير
لا تكاد سعاد ان تتمالك نفسها فيسقط مغشيا عليها بين يدي سماح
سماح
سعاد !!!!
مشهد٢٥ – نهار داخلي – مكتب طارق الشمرلي
بداخل مكتب طارق الشمرلي في حي المنيرة يجلس طارق على مكتبه بينما يجلس من امامه رجل مسن يتحدث معه في قضية
طارق
ايه ده يا عم حسين ؟؟ انت عايز تفهمني ان الشركة عملتلك التخارج ده
من غير ما تصرفلك فلوس ؟؟
حسين
ايوة يا استاذ ..
طارق
و ليه مقدمتش شكوة في المصنع نفسه و للمدير و للحسابات و لأي زفت هباب ؟؟
انت مش بتقول بقالك اربعين سنة شغال في المصنع ؟؟
حسين
ماهو يا استاذ .. انا و زمايلي اللي زيي اول ما جينا من البلد على هنا ..
كانت المصانع دي ملك الحكومة .. و قالولنا ان لينا فيها قد كل الناس ..
خدنا حالنا و محتالنا و نقلونا حلوان في اسكان العمال جنب المصانع ..
سنين يا استاذ و احنا بنشم في الأسمنت اللي طالع و الصحة تروح ..
يتابعه طارق باهتمام بينما يكمل حسين و هو يرشف من قهوته على مكتب طارق ..
حسين
بس لله الحمد .. انا ربنا سترها عليا و على عيالي .. إنما فيه زمايلي
عيالهم و اهاليهم و هما بذات نفسهم جالهم و لا عياذه بالله سرطان في جتتهم ..
طارق معقبا
يا ساتر يا رب ..
حسين
امال ايه يا استاذ !! و الهم اللي يضحك لما جولنا و طلبوا مننا تبرع .. قلنا ماشي نتبرع ..
بس لأيه؟ قالوا مستشفى سرطان للأطفال .. قلت في عقل بالي يعني هي الحكومة ترمينا كده في الطل و نعيا و نفرهد و بعدين ياخدوا فلوس مننا عشان يبنولنا المستشفى اللي نتعالج فيها ؟!!
يبتسم طارق لجملة عم حسين ..
حسين
المهم عشان مطولش عليك .. الكلام اللي كنا بنسمعه كان كلام الحكومة .. دلوقت ..
المصانع يا استاذ اتباعت و اتخصخصت و عرفنا ان عقودنا القديمة راحت
و كأننا شغالين بالسخرة .. و المالك في ماله يعمل ما بداله يا استاذ ..
سرحوني و سرحوا زمايلي بعد كل ده من غير حتى كلمة متشكرين .. هو فيه كده يا استاذ ؟؟
طارق
يعني ايه العقود بتاعتكوا راحت ؟؟ انت كنت شغال كده لله و للوطن يا عم حسين ؟؟
حسين
يا استاذ طارق .. بقولك الحكومة هي اللي بتقولنا .. حد يخون الحكومة ؟؟
يفكر طارق للحظة معتدلا بظهره للوراء ثم يتنهد لنفسه ..
طارق
على رأيك يا عم حسين .. حد يخون الحكومة
يتنبه طارق لدخول داليا مكتبه
داليا
معلش يا استاذ فيه واحد واقف بره و مصر يقابلك
طارق
اسمه ايه ؟؟
داليا
كريم
ثم تقترب لتهمس
داليا
كريم جورج
يبتسم طارق في دهشة
طارق
يخرب عقلك يا هبلة .. بعد اذنك يا عم حسين دقيقة واحدة
يتجه طارق الى خارج غرفة المكتب مسرعا
حسين
اتفضل يا استاذ
طارق
داليا اعملي لعم حسين قرفة من بتاعتي
داليا
قرفة ايه الراجل ده قاعد بقاله ساعتين بيشرب شاي و قهوة
و كركديه .. داحنا لو كافيه كان زمانه عدا المينمم شارج
طارق
يا داليا عيب كده .. اعملي اللي بقولك عليه
تقترب داليا بقرف من حسين
داليا
تشرب ايه يا عم حسين ولا ابعت اجيبلك غدا ؟؟
مشهد ٢٦ – نهار داخلي – مكتب طارق – الصالة
يخرج طارق من مكتبه نحو الصالة فيبدو كريم يقف متأملا المكان للحظة
طارق
يابن اللذينة .. ايه المفاجأة الحلوة دي
و احلى ما فيها انك لاتصلت ولا قلت قبليها
كريم
ازيك يا طارق .. واحشني اوي
يحتضن طارق جسد كريم في حب فيبدو كريم حزينا
طارق
ايه يابني مالك ؟؟ فيه مشكلة ولا ايه ؟؟
كريم
الظاهر انك متعرفش
طارق
معرفش ايه ؟؟
كريم
احمد قاسم تعيش انت يا طارق
تتبدل ملامح طارق للحظة ملتزما الصمت
كريم
امبارح بالليل اتقلب بالموتسيكل و هو راجع من راس شيطان
يحاول طارق الحفاظ على هدوءه
كريم
ليلى اتصلت بيا من ساعة و قالتلي ان المباحث طلبتها
انا كمان طلبوني يا طارق
طارق
مباحث ؟؟ ليه ؟؟؟
كريم
بيقولوا احمد قاسم كان ديلر .. ديلر كوكايين
طارق بعصبية شديدة
ديلر ؟؟ ايه الجنان ده ؟؟ هو فيه ايه ؟؟
تزداد عصبية طارق
طارق
حسام فين ؟؟
كريم
انا بحاول اكلمه من بدري بس مبيردش عليا
يتنهد طارق في غضب ثم يجلس علي مقعد بقلب الصالة و هو يفرك وجهه
طارق
انا كان قلبي حاسس ان فيه مصيبة حتحصل
كان قلبي حاسس والله
يأتي صوت طرقات الباب بعنف ليتنبه له طارق و كريم بينما تقترب داليا مسرعة في قلق
داليا
ايه الخبط ده ؟؟ بيخبط ده ولا بيدق عصافير
تفتح داليا الباب فيبدو الرائد شريف الجوهري من امامها
شريف
مكتب طارق الشمرلي المحامي ؟؟
مشهد ٢٧ – نهار خارجي – الكامب
يقف عزت متأملا المكان في هدوء و قد بدت الموسيقى الخافتة في المكان و هدوء لبحر النسبي يبعث على الراحة ثم يتأمل ساعة يده في اهتمام و ينظر في الافق مترقبا سيارة حسام ثم يفاجأ بسيارات الشرطة تقترب مسرعة من الكامب لتحاصره بينما يترجل حسن من احدي السيارات متجها نحو الكامب فيقابله عزت
حسن
حسام المصري هنا ؟؟
عزت
لا يافندم .. انا عزت مدير الكامب .. بداله في المكان
يمسك حسن بيد عزت في قوة ليتحسس نبضه اثناء الحديث
حسن
ده اذن نيابة عشان نفتش الكامب .. حسام فين ؟؟
عزت
معرفش يافندم هو قال نازل دهب و راجع .. بس لسه مجاش
ينظر له حسن للحظة ثم يلتفت نحو رجاله
حسن
خلليك انت معايا .. فتشوا المكان
القلق علي وجه عزت بينما تقتحم رجال الامن المكان
مشهد ٢٨ – نهار خارجي – الكامب
تقتحم الشرطة و عناصر الأمن غرف و عشش الكامب لتقلبه رأسا على عقب بينما عزت يقف في حيازة رجال الأمن و يتنبه لرائد الشرطة الذي يخرج من احدى العشش ..
عزت
يا فندم لو حضرتك بس تقوللي بتدوروا علي ايه انا يمكن اعرف اساعد سعادتك
حسن
دلوقتي تعرف كل حاجة
يقترب فرد الامن منهم مسرعا
فرد الأمن
حسن باشا
الدهشة على وجه عزت للحظة الذي يتأمل بعيناه انهيار المكان و احلم الذي كان يقوم احمد قاسم و حسام ببناؤه طوال السنة الماضية ..
حسن
هات الواد ده يا عبسميع و تعالى ورايا ..
يمشي عزت بصحبة أفراد الأمن نحو غرفة احمد قاسم و يبدو الترقب على وجه عزت بينما رجال الأمن يقفون حول الغرفة التي يبدو نورها مضاء
حسن
مين قاعد في العشة دي يالا ؟؟
يتأمل عزت الكابينة للحظة ثم يجيب
عزت
دي كابينة الاستاذ احمد قاسم صاحب الكامب
مشهد ٢٩ – نهار داخلي – الكامب – كابينة احمد قاسم
يدخل حسن الكابينة بصحبة الأمن و من خلفه عزت الذي يفاجأ بأرضية الغرفة منزوعة بينما اكياس من المخدرات مخبئة بين ارضية الغرفة فينحني حسن ليمزق احد الأكياس و يتذوق ما فيها للحظة و يلتفت تجاه عزت ..
حسن
عرفت بندور على ايه ؟؟
الصدمة على وجه عزت للحظة الذي يبحث عن الكلمات
مشهد ٣٠ – غروب داخلي – مكتب طارق – المكتب
يقف شريف متأملا مكتب طارق في حرص و انتباه ظابط المباحث بينما كريم و طارق من وراءه في ترقب و قد اختفى حسين و بدى شريف يتأمل علم مصر معلق على الحائط و هو احد الاعلام التي تباع في الشوارع
شريف
شكلك بتحب الكورة يا متر
طارق
لأ انا مليش فيها خالص
يبتسم شريف لهم بينما تدخل داليا و هي تحمل صينية القهوة لشريف و قد بدت تمثل الانكسار
داليا بتستعبط
القهوة يا سعادة البيه
ينظر لها طارق في دهشة و عتاب فتتحرك مسرعة الى خارج المكتب بينما يتجه شريف نحو مكتب طارق ليجلس في مكان طارق وسط دهشة طارق و كريم
شريف
انتوا بأه كنتوا صحاب في بعض كلكوا مش كده ؟؟
يجلس كريم و طارق من امام شريف
كريم
اه يافندم .. يعني شلة واحدة
شريف
طيب .. احنا حنفرط الشلة دي بعد اذنك يا متر
و حستئذنك في كريم بيه على انفراد .. ناخدكوا واحد واحد كده
يتعجب كريم من التصرف بينما ينهض طارق و يبدو القلق على كريم الذي يكاد ان يتوسل لطارق الا يتركه فينظر له طارق بغمزة سريعة
طارق
انا واقف بره .. لما يجي الدور عليا سعادتك ابأه بلغني
يبتعد طارق الى خارج المكتب و هو يربت على كتف كريم مشجعا
شريف
قولي بأه يا كريم بيه .. انت اخر مرة اتكلمت مع احمد قاسم كانت امتى؟؟
كريم
من فترة يافندم .. اصله .. سافر من كام شهر على الكامب بتاعه
و من ساعتها و مرجعش .. و الحقيقة انا انشغلت و مكلمتوش
شريف
يعني متصلش بيك امبارح الصبح ؟؟
الدهشة على وجه كريم
كريم
امبارح ؟؟ لا يافندم والله .. انا مسمعتش صوته من وقت ما بقول لحضرتك
يتناول شريف ورقة مطوية من جيبه يتأملها للحظة
شريف
ده كشف مكالمات موبايل احمد قاسم امبارح
الساعة حداشر و تلاتة و تلتين دقيقة .. اتصل بالرقم ٠١٢٣٤٥٥٦٦
الرقم ده بأسمك مش كده ؟؟ انا عندي متسجل باسمك
تتبدل ملامح كريم للدهشة فجأة
كريم
هو فعلا سعادتك الرقم ده متسجل باسمي
بس مش رقمي
شريف
امال رقم مين ؟؟
كريم
حضرتك ده رقم سارة .. مراتي
مشهد ٣١ – ليل داخلي – المطعم
المكان يبدو مزدحما بينما تجلس ليلى بصحبة سارة و قد بدت سارة تقلب مشروبها الملون في هدوء و بدى على ليلى عدم التصديق و الانكار
ليلى
انا مش مصدقة نفسي
سارة
كريم بيقولي ان فرح كانت وراه عالموتسيكل
تنظر لها ليلى في دهشة
ليلى
ماتت ؟؟
سارة
معرفش .. بس غالبا لأ .. اكيد البت دي هي اللي دبسته في موضوع الكووك ده
ليلى
الله اعلم .. قاسم في آخر ايامه مكنش حد فاهمله حاجة
سارة
بس فرح طول عمرها مقرية و انتي عارفة ده كويس
ليلى
سارة اهدي .. مش حنلقح تهم على حد
حتى لو كانت فرح
يتنبه الاثنان لطارق و كريم و هم يقتربا منهم
طارق
مساء الخير
ليلى
ايه اللي حصل ؟؟ جالكوا الرائد ؟؟
يجلس الاثنان على المائدة
طارق
جالي .. طب عليا و لقا كريم عندي
كريم
انتي اتصلتي بقاسم امبارح بالليل ؟؟
تتنبه سارة للسؤال
سارة
اتصلت اسأل عليه و مردش
يتنهد كريم في صمت
ليلى
هي فرح فعلا كانت معاه يا طارق ؟؟
طارق
ايوة .. في المستشفى دلوقت .. دخلت في كوما من الحادثة
الصمت على وجه الجميع ثم يبتسم كريم فجأة في سخرية
كريم
احنا مقعدناش القعدة دي بقالنا قد ايه ؟؟
التفكير على وجوههم بينما كريم يبدو واثقا من الاجابة
كريم
طول عمره احمد قاسم بيعرف يلمنا مع بعض
حتى لما مات .. لمنا برضه
يبتسم كريم في سخرية و هو يحتضن سارة و يقبل رأسها فيبتسم الجميع في اسى لكلام كريم
مشهد ٣٢ – ليل داخلي – غرفة المأمور
يقف رجل في الاربعينات من العمر اسمر اللون من البدو بينما هو مكبل اليدين من امام شريف
شريف
ها يا نجرو .. البضاعة لاقوها في الكامب
نجرو
انا معرفش حاجة عن اي بضاعة يا سعادة الباشا
هو قاسم بس اللي جالي ليلة امبارح في السوق
شريف
و كان معاه ايه ؟؟
نجرو
لا ده جه سادة سعادتك .. بس هو قاللي انه معاه تموين بودرة
و عايزله سكة .. انا كل اللي قلتهوله مليش فيه
الغضب على وجه شريف
شريف
ملكش فيه يا نجرو ؟؟ يا راجل قول كلام نبلعه شوية
نجرو
مانا قلت لسعادتك على كل حاجة وانا خبيت ؟؟
يفكر شريف للحظة
شريف
امال هربت ليه على مصر ؟؟
نجرو
انا مهربتش يا باشا .. انا جيت ازور اهلي هنا
يبتسم شريف في سخرية
شريف
و حسام المصري ؟؟ معاه ولا ايه ؟؟
نجرو
هو مجاش معاه .. انما يعني الاتنين ميفرقوش عن بعض
مطرح ما تلاقي واحد .. تلاقي التاني
من ساعة و هما فتحوا الكامب و انا بشوفهم سوا سوا
يلتفت شريف تجاه احد المعاونين
شريف
انا عايز نشرة تنزل في كل حتة باسم حسام المصري
مشهد ٣٣ – ليل داخلي – منزل صلاح قاسم – الصالة
يصل محمد الى منزله بصحبة والده و يخطو الاثنان في بطء نحو الصالة و يلاحظ بعثرة الاوراق و اثار التفتيش في الشقة فيتعجب الاثنان للحظة بينما تدخل ملك الشقة من خلفهم
ملك
اونكل صلاح .. طنط سعاد عندنا في البيت
هما اصلهم فتشوا الشقة من شوية و طنط تعبت فا جت قعدت معانا
يتنبه الاثنان لها
صلاح
كتر خيرك يا بنتي
يتجه صلاح قاسم نحو شقة سماح بينما يتناول محمد قاسم اوراقا من على الارض في حزن و تقترب ملك منه
ملك
استنى يا محمد .. انا حلم معاك
يبتسم لها محمد قاسم ثم يتنبه لباب غرفة اخيه المفتوح فيقترب منه في حذر
مشهد ٣٤ – ليل داخلي – منزل صلاح قاسم – غرفة نوم احمد
يدخل محمد الى داخل غرفة شقيقه في الظلام الدامس و يضيء نور الغرفة ليجد محتوياتها قد بعثرت في كل اتجاه فيتأمل الصور الملقاة على الارض ( الصور فيها كريم و حسام و طارق و ليلى و خالد نصر و عدد من الشباب ) يظل محمد يتأمل الصور بين يديه في اهتمام حتى تدخل ملك الغرفة
ملك
ماما قالتلي اجيبك من ايدك عشان تتعشى
يجلس محمد قاسم على سرير شقيقه
محمد
متشكر يا ملك .. انا مليش نفس
تقترب ملك منه في خطوات بطيئة
ملك
طب تعالى اقعد معانا في البيت .. حتقعد لوحدك ؟؟
يأتي جرس هاتف محمد ليقاطعهم فيتناول محمد الهاتف مسرعا
محمد على الهاتف
ايوة .. حياتك الباقية
ينظر محمد تجاه ملك التي تتفهم طبيعة المكالمة الخاصة
ملك
لو عزت حاجة اندهلنا
تخرج ملك من الغرفة بينما يتأمل محمد قاسم صور اصدقاء احمد المبعثرة و اوراقه في حيرة و حزن
و مازال يتحدث في الهاتف مع مريم
محمد قاسم على الهاتف
ايوة يا مريم .. لا دي ملك جارتنا
مشهد ٣٥ – ليل داخلي – المستشفى – غرفة محمودالطرابيلي
يقف محمودبداخل غرفة الاستراحة الخاصة به متأملا من خلال نافذة شباك غرفته المطلة على المدينة ليلا ثم يتنبه لطرق على الباب
محمود
ادخل
يفتح الباب و يدخل الرائد شريف الى غرفة محمود
شريف
مساء الخير يا محمود بيه
انا الرائد شريف الجوهري
يقترب شريف من محمودالذي يصافحه
محمود
مساء النور يا سيادة الرائد .. اتفضل
دكتور انور بلغني انك طالب تقابلني
شريف
انا مش حزعج حضرتك كتير .. نتيجة التحاليل بتاعت فرح طلعت
محمود
خير ؟؟
يفكر شريف للحظة في كلامه
شريف
هي فرح ايه طبيعة علاقتها بالظبط باحمد قاسم .. حضرتك عندك فكرة ؟؟
محمود
كل اللي اعرفه انها كانت بتسافر عنده الكامب مع صحابها
كذا مرة جابتلي سيرته مش اكتر
شريف
التحاليل اكدت ان فرح كانت بتتعاطى كوكايين يا محمودبيه
لحظة صمت على وجه محمودبينما يأتي صوت طرقات على الباب فيدخل انور الغرفة
انور
انا آسف .. مكنتش اعرف ان عندك حد
يتنبه شريف لانور
شريف
فيه حاجة يا دكتور ؟؟
انور
لا ابدا يا سيادة الرائد
محمود
و هو فيه مصيبة انيل من كده ؟؟
يتنبه شريف و انور لصوت محمودالذي يبدو على وجهه الاسى
محمود
ربنا العالم اني عمري ما قصرت معاها .. تعمل فيا كده ليه ؟؟
يتبادل انور و شريف النظرات للحظة
انور
سيادة الرائد .. استئذنك دقيقة ؟
يبتعد شريف مع انور نحو الباب فيقف الاثنان متجاورين بعيدا عن محمود
انور
افتكر ان حالته متسمحش بالكلام دلوقت
تقدر تديله فرصة يروق
يفكر شريف للحظة
شريف
ماشي يا دكتور .. بس انا زي ما قلتلك حسيب الحرس مطرحهم
انور
تحت امرك
يبتعد شريف عن الغرفة بينما يفكر انور للحظة بينما هو يتابع شريف يبتعد عن المكان
محمود
و بعدين يا انور ؟؟
انور
محمود.. انا عمري ما كدبت في حياتي
و الوضع اللي احنا فيه ده مش لطيف و عشانك بس و عشان فرح انا خبيت عالرائد
محمود
هو فيه حاجة تانية ؟؟
يتنهد انور للحظة
انور
فرح حامل في شهر و نص
الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق