بسم الله الرحمن الرحيم
المواطن
x
حلقة ٣٠
تأليف
محمد ناير
مشهد ١ – نهار خارجي – المدافن – المدافن
يخطو طارق في خطوات بطيئة و قد بدت قدماه تغوص في رمال الارض مرتديا بدلته السوداء دون كرافتة و قد اكتسى وجهه بالحزن بينما هو يمشي في قلب المدفن القديم حتى يقترب من صوت تلاوة قرآن يعلو تدريجيا بينما هو يصل لباب المدفني المعدني لينظر داخل الحوش و قد بدت والدة داليا و هي سيدة في الخمسنات من العمر ترتدي الاسود كاملة وجهها يكسوه الصمت و الصبر و هي تنظر نحو تراب الارض في هدوء و قد جلس المقرىء من امامها فيدخل طارق المدفن في حذر
طارق
سلامه عليكوا
مشهد ١ أ – نهار خارجي – المدافن – مدفن داليا
تتنبه والدة داليا لصوت طارق الذي يدخل الحوش و هو يمد يده لها في تعازي
طارق
البقاء لله يا حاجة
تصافحه والدة داليا و هي تتبين وجهه
والدة داليا
لا اله الا الله يا استاذ .. اقعد .. اتفضل
يجلس طارق الى جوارها في صمت على كرسي خشبي من عدة كراسي موجودة و هو يتأمل المدفن ببصره في عدم تصديق و قد بدى صوت داليا في رأسه و خياله
صوت داليا
يعني بجد انا فارقة في حياتك يا استاذ ؟؟
البلد دي مش لينا يا استاذ .. خلليك كده اتريق عليا اتريق .. ماشي ؟؟
الحزن على وجه طارق الذي يتناول من جيبه منديلا ليمسح عن دموعه بينما تتأمله والدة داليا للحظة
حتى يختتم المقرىء التلاوة فتفتح والدة داليا حقيبتها الجلدية السوداء لتتناول مبلغا من المال فيسبقها طارق متنبها ليتناول نقودا من جيبه و يهب على قدميه مسرعا
طارق
متشكرين يا مولانا
يتناول المقرىء المبلغ و يلقي السلام مبتعدا بينما يقف طارق في مكانه و تقف والدة داليا بدورها
والدة داليا
كتر خيرك يا استاذ .. و لو ان مجيتك كفاية
طارق
مفيش حاجة يا حاجة في الدنيا دي تكفي غلاوة داليا الله يرحمها
ولا حاجة تعوضها
تقترب والدة داليا منه
والدة داليا
ربنا العالم كانت بتعزك قد ايه .. مكنش ليها سيرة غيرك
و سبحان الله زي ما يكون كان قلبها حاسس
كانت الله يرحمها تقول الاستاذ مش زي اي حد
بعون الله حيوقف البلد دي على حيلها
و ربنا حينصره و يعليه
تنظر له والدة داليا بابتسامة ثقة
طارق
اللي حصل ده يا حاجة مش مني لوحدي .. ده من ناس كتير اوي
اولهم داليا .. و اللي راحوا مننا .. دفعوا حياتهم التمن
والدة داليا
ربنا يابني عالم بالنفوس و النوايا .. عارف انه لما ضاق بينا الحال
مكنش فيه حل غير اننا نشق على روحنا و نصرخ في الشوارع
جايز حد يسمعنا .. و شوف بأه حكمة ربنا
محدش سمعنا غيره هو
تتوقف والدة داليا عن الكلام للحظة
والدة داليا
امبارح شفتك في التلفزيون .. و العالم و الدنيا كلها بتحكي عليك
صورك في تلفزيونات بره و اسمك بيكتب بميت شكل و لون
و قلت في عقل بالي .. يا سبحان الله بأه انا قاعدة و حاملة هم العيشة من بعد داليا
و ربنا اللي بيتولاها برحمته بعتك لينا من عنده ؟؟
طارق
و نعم بالله يا حاجة .. انا مش حسيبكوا ابدا
و مرتب داليا و زيادة حيوصل لحد باب البيت كل شهر
تبتسم والدة داليا
والدة داليا
مش ده القصد يابني .. انا اقصد ان ربنا بعتك لينا عشان ترجع الحق لصحابه
حق بلد لبست كفن على روحها في عز شبابها
دفنوها زي داليا و اللي راحوا وسط التراب
انا لا عايزة فلوس ولا عاوزة عوض
انا يابني مش عايزة الوقت يسرقنا و ننسى
ننسى انه فيه ناس ماتت عشان احنا نعيش
مشهد ٢ – نهار داخلي – غرفة احمد قاسم
يقف محمد قاسم بداخل الغرفة يتأمل متعلقات اخيه و هو يتحسس مكان سريره في حزن ممسكا بسبحة احمد قاسم التي يخلعها عن عنقه ليتأملها في يده ثم يفتح كريم باب الغرفة ليدخل اليه
كريم
انت عارف اني مرة كسرت السرير ده ؟؟
يبتسم محمد له بينما يقترب كريم ليجلس بجواره
كريم
اخوك كالعادة قرر يتعافى عليا انا و خالد و فضلنا نضرب في بعض
لحد خدته و وقعنا عالسرير و اتكسر بينا احنا التلاتة
الحزن على وجه محمد قاسم الذي يتحاشى دموعه ممسكا بسبحة اخيه
كريم
انا زعلان قدك يا محمد و اكتر .. و فاهم كويس اوي خالد كان بالنسبالك ايه
ينهض محمد قاسم في غضب
محمد قاسم
ازاي يعمل كده ؟؟ و ليه ؟؟؟ احمد عمله ايه يعني عشان يقتله ؟؟
معقولة يقتله ؟؟ كل ده عشان الارض ؟؟ الكامب ؟؟
كريم
محدش عارف يا محمد ايه اللي حصل بالظبط
خالد و احمد بس هما اللي عارفين
ينهض كريم عن جلسته بدوره
محمد قاسم
انا مش قادر اصدق ازاي فيه حد ممكن يكدب علينا كلنا بالشكل ده
ازاي صدقناه ؟؟
كريم
صدقناه يا محمد لانه مهما حصل خالد محسوب علينا
محمد قاسم
انا خالد مبقاش محسوب عليا في حاجة
انا نفسي بس اعرف حيرد يقول ايه
يربت كريم على كتفه
كريم
متقلقش .. حنلاقيه .. و اكيد حنعرف الحقيقة
مشهد ٣ – نهار داخلي – وكالة ربيع المصري
يقترب حسام بعكازه من قلب الوكالة و قد بدى يتحامل على ساقه المصابة بينما والده يقف مع العمال لجمع الصناديق و عودة العمل بالوكالة باشراف الحاج ربيع
حسام بتردد
سلامه عليكوا يا حاج
يتنبه ربيع لصوت حسام فيلتفت تجاهه في لهفة
ربيع المصري
حسام ؟؟ حمد الله على سلامتك يابني .. انت خرجت امتى من المستشفى ؟؟
يحتضنه والده بحب
حسام
امبارح بالليل
ربيع المصري
و عامل ايه دلوقت ؟؟ احسن ؟؟
حسام
جت سليمة يا حاج الحمد لله .. انا قلت الضرب اللي كلته منهم ده
حيجيب رجلي نصين .. انما الظاهر انهم طلعوا على قدهم
يضحك ربيع
ربيع
يابني هي عافية و خلاص .. ربنا ستر و قومك بالسلامة
بقولك ايه .. ارتاح عندك دقيقتين .. انا حقفل الوكالة و اطلع معاك نتغدى عندي في البيت
يتنهد حسام للحظة
حسام
لا يا حاج عشان خاطري ملوش لازمة
انا حتغدى مع طارق صاحبي في بيته
انا جاي بس عشان اشكرك على اللي عملته معايا
ربيع
كلام ايه ده يا حسام ؟؟ جاي تشكر ابوك ؟؟
الحرج للحظة على وجه حسام
حسام
اه طبعا يا حاج لازم اشكرك .. وقفتك معايا كانت بالدنيا
لولاك مكنتش حعرف اسند روحي قصاد الحرامية دول
و دخلتك معايا في متاهات .. و بحبوح و شوقي حسين و عيلة الجمل
سامحني يابا
يربت ربيع على كتف حسام مبتسما
ربيع
دانا يابني اللي لازم اشكرك .. وقفتني على حيلي
بعد ما كان الوجع و المرض واكل فيا
خللتني اقوم في وش الكلاب دول و ارش عليهم بدل المية دم
و رجعنا للناس حقها .. او على الاقل بنحاول
يبتسم حسام متفهما
ربيع
حسام .. مكانك في الوكالة محفوظ يابني
يوم ما تحب ترجع .. ملكش دعوة بحاجة
و اللي دلوقت يتكلم .. كفاية عليا احط صورك اللي مالية التلفزيونات في عينيه
ابني .. ابن ربيع المصري راجل و كان بيدافع عن بلده
يبتسم حسام
حسام
يا حاج صور ايه بس ؟؟ انت عايز تفضحني و انا بنط في وش الامن المركزي ؟؟
و بعدين انا حقي موجود .. شقة العجوزة .. حقعد فيها انا و امي
انا مش حسيبها امي تاني يا حاج و كفاية علينا اوي اللي حصل
ربيع
و الشغل ؟؟ حتعمل ايه ؟؟
حسام
والله يا حاج انا مش حتنازل عن حقي في ارض الكامب
اينعم دلوقت القضية باسم عم صلاح قاسم
بس انت متأكد انه حيكسب و حيرجعله حقه
ساعتها بأه حبأه اشوف لو ادبر قرشين و ارجع اشغل الكامب على ارضه من تاني
ربيع
انا يابني مش حتأخر عنك .. اللي تطلبه و ربنا يقدرني عليه
حعملهولك
حسام
ربنا يحليك لينا يا حاج
يحتضن الاثنان بعضهم البعض في اشعة الشمس التي تخترق اجسادهم
مشهد ٤ – نهار داخلي – المستشفى – غرفة فرح
يقف شريف من امام سرير فرح بينما يجلس وكيل النيابة من امامها و يقوم بتدوين اقوالها بصحبة كاتب المحضر و قد بدى الاهتمام على وجه شريف بينما اشعة الشمس تملأ الغرفة و قد بدى على فرح عدم التصديق و الحزن و هي تحكي
فرح
انا و خالد اتقابلنا في لندن و حكيتله على اللي حصل بيني و بين حسام
و عرف ان قاسم دخل معاه في مشروع الكامب
و لما كلم قاسم و سأله قاله ان حقه موجود في المشروع
الوكيل
امال ايه اللي خلاه يزور امضته على عقد الشراكة ؟؟
فرح
خالد كان عايز ياخد ارض الكامب لنفسه و يخرج حسام و بعديه قاسم من كل حاجة
الاهتمام على وجه شريف
فرح
اللي فهمته منه انه معاه شركا تانيين من بره
شريف متدخلا
من بره فين يا فرح ؟؟
تتجه الانظار كلها نحو شريف الذي لم يكن من المفترض تدخله في ذلك التحقيق
الوكيل
من بره فين يا فرح ؟؟ ردي عالسؤال
تلتزم فرح الصمت للحظة
شريف
سكتي ليه يا فرح ؟؟ مين الشركا اللي كنتوا عايزين تبيعوا مصر ليهم ؟؟
يتدخل الوكيل
الوكيل
شريف باشا .. بالراحة شوية .. متنساش ان سعادتك ضيف على التحقيق
يلتزم شريف الصمت بينما تكمل فرح
فرح
انا معرفش مين الشركا اللي معاه .. هو طلب مني اني ارجع مصر
و افضل جنب قاسم لحد ما هو يرجع .. بعدها بكام شهر
رجع بباسبور مزور و خلاني ارتب معاد مع قاسم في سقارة
الوكيل
خالد نشأت فين دلوقت يا فرح ؟؟
فرح
معرفش هو فين
الغضب على وجه شريف الذي يصرخ في وجهها فجأة
شريف بحدة
يعني متعرفيش ؟؟؟ عايزة تفهمينا انه بعد كل اللي عملتوه سوا ده
مش عارفة ممكن يكون مستخبي فين ؟؟
فرح بحدة
قلتلك معرفش .. معرفش
يحاول الوكيل السيطرة على شريف الذي يفقد اعصابه من امام فرح
شريف
امال تعرفي ايه ؟؟؟ تعرفي تشمي ؟؟ تعرفي تحطي مخدرات للناس ؟؟
تعرفي تهدي بيت و تحرقي قلب ام و اب ملهمش ذنب ؟؟
هو ده اللي تعرفيه ؟؟
تبكي فرح مع قسوة شريف في التحقيق معها
الوكيل
يا شريف مش كده .. سيبها يا اخي
يبتعد شريف عنها
شريف
متنسيش انه خالد نشآت ده اللي حاول يقتلك يا فرح
انطقي مكانه فين ؟؟
تبكي فرح و هي تعتصر رأسها في حزن
فرح
حرام عليكوا .. حرام عليكوا
مش عايزة اسمع سيرته ولا اسمع حاجة عنه
ينظر لها شريف في شفقة للحظة حتى يتدخل الوكيل
الوكيل
من فضلك يا شريف .. استناني بره الخمس دقايق دول
مشهد ٥ – نهار داخلي – المستشفى – الاروقة
يخرج شريف و من وراءه وكيل النيابة من باب غرفة فرح
شريف
نطقت ؟؟
يهز الوكيل رأسه نفيا بينما يغلق الباب من خلفه كاتب المحضر الذي يخرج من الغرفة
الوكيل
البنت فعلا متعرفش مكانه
التفكير على وجه شريف
الوكيل
بس حيروح مننا فين .. حنجيبه متقلقش
هو و الشركا بتوع بره اللي فرح بتقول عليهم
يربت الوكيل على كتف شريف
شريف
انا متآكد ان خالد كان حيبيع الارض هو و فرح
زيه زي ابوه .. و كل اللي كانوا في الحكومة القديمة
باعوا البلد قطاعي .. الناس دي تستاهل تتشنق في قلب الميدان
وكيل النيابة
يا شريف فيه قانون و محكمة هي اللي حتشوف حق الناس و حق البلد
مفيش داعي ترمي اتهامات على حد .. و بعدين انت في ايه ولا في ايه ؟؟
انا سامع انهم بينضفوا عندكوا جامد
ينظر له شريف و قد بدأ يهدأ تدريجيا
شريف
ده اللي كان لازم يحصل من زمان
وكيل النيابة
اللي يخللي الموضوع يوصل لحد رشوة الظابط و الامنا بتوع حادثة احمد قاسم
يبأه اكيد كان فيه لعب كتير
شريف متفهما
خالد نشآت دفع فلوس عشان يقتلوا احمد قاسم
و نجرو و المخدرات .. كله طلع كدب في كدب
يربت الوكيل على كتف شريف مشجعا
الوكيل
ربنا معاكوا يا شريف .. عايزين الداخلية تشد حيلها و ترجع للناس مش للنظام
انا حستئذن بأه .. و تاني مرة بلاش تطب كده عالتحقيق
يربت الوكيل على كتف شريف ثم يبتعد بينما يقترب محمود الطرابيلي ليصافح وكيل النيابة في طريقه و يتابعه شريف بنظراته حتى يصل الطرابيلي له
محمود
صباح الخير يا شريف باشا .. تسمحلي اعرف انت هنا بصفتك ايه ؟؟
شريف
بصفتي صديق يا محمود بيه
محمود
صديق ؟؟
شريف
طبعا .. صديق لاحمد قاسم و حسام المصري
اللي سعادتك كنت ماشي تشتم فيهم و تتهمهم انهم هما اللي عملوا كده في بنتك
انما الظاهر ان بنتك هي اللي عملت فيهم كده
يقول شريف جملته الاخيرة بسخرية و هو يهم بالابتعاد عن محمود الطرابيلي
محمود
انا بنتي مش حتخش السجن يا شريف باشا
مش بنت محمود الطرابيلي اللي تفكروا تعملوا فيها كده
ينظر له شريف مبتسما في سخرية
شريف
والله يا محمود بيه انا دلوقت لو مكانك افكر في نفسي كمان قبل فرح
محدش بأه كبير عالسجن خلاص
يبتعد شريف بينما يبقى محمود الطرابيلي مفكرا في قلق
مشهد ٦ – نهار داخلي – المدرسة – الفصل
تقف سارة بداخل فصلها بالمدرسة و قد بدت تنظر الى امكان الصفوف الخالية من مكاتب الاطفال حتى تتنبه لصوت الباب يفتح و يدخل كريم الفصل
كريم
صباح الخير
تتنبه سارة له بابتسامة خافتة دون اجابة حتى يقترب منها
سارة
عامل ايه دراعك دلوقت ؟؟
كريم
النهاردة احسن .. و لسه بكره .. حيبأه احسن و احسن كمان
يربت كريم على كتف سارة
سارة
انت بجد شايف ان بكره حيكون احسن ؟؟
كريم
طبعا .. جايز نكون لسه مش فاهمين
بس اللي شفته في الايام الاخرانية دي
خلاني اتأكد اننا نقدر على اي حاجة .. بس لما نكون مع بعض
ينظر لها كريم مبتسما
سارة
كريم انا آسفة .. انا مكنش قصدي ازعلك
ولا كان قصدي الكلام اللي قلتهولك على شغلك و على بباك
التفهم على وجه كريم الذي يتناول يد زوجته و يقبلها
كريم
احنا سبنا الآسف مع امبارح يا سارة
قلبنا الصفحة و حنبدأ من اول و جديد
يمد كريم يده لسارة
كريم
ازي حضرتك .. كريم جورج .. معجب
سارة
معجب مرة واحدة ؟؟ و معجب بأيه بأه انشاءالله ؟؟
كريم
باللي حضرتك بتكتبيه .. و عجبني اوي المقال بتاع
فيه ناس عايشين في البلد دي كأنهم عايشين في باريس
تشم ريحت برفانتهم كل خميس ياخواتي الدكر ولا النتاية تلخبطهم في عروسة و عريس
عربية الفول ليهم موضة يجوا يعيشوا الليلة في أودة عند محمد ولا موريس و اللي يقولوا عليهم بيئة لما تقيد في بلدنا حريقة أول ناس بتحوش و تهيص ما هو يوم مانحطت مصر في خرطة دي مش غلطة
تبتسم سارة في تفهم و تصديق لادراكها بان كريم قد بدأ فعلا يقرأ مقالاتها
سارة مكملة
إنها مش عاصمتها باريس
تضحك سارة
كريم
ياترى الاستاذة ممكن تسمحلي اقرالها الكف ؟؟
تبتسم سارة له في تفهم
سارة
الاستاذ بيعرف يقرا الكف ؟؟
كريم
طبعا دانا خبرة
ينظر كريم في يدها للحظة بدهشة
سارة
ايه ؟؟ حطول ؟؟
كريم
لأ بس شايف زحمة .. انا قلت حشوف نفسي معاكي
بس شايف ناس كتيرة اوي .. يكنش ده طارق و دي ليلى
و ده الواد حسام الحرامي .. بس مين الناس دي ؟؟
تبتسم سارة و هي تسحب يدها
سارة
دول ولادنا يا كريم .. ولادنا اللي حيعيشوا معانا هنا في بلدهم
و بلد اهلهم كلهم
الابتسام على وجه كريم ثم يحتضن زوجته بحب
مشهد ٨ – نهار داخلي – مكتب طارق – الصالة
يفتح طارق باب مكتبه في صمت و هدوء و هو ينظر من حوله للحظة في ظلام المنزل حتى يجلس على الكنبة بقلب الصالة معتصرا رأسه في تفكير و جزن متذكرا داليا لالمكان حتى يأتي صوت جرس الباب فيهب علي قدميه ليفتح الباب و يفاجأ بكريم و سارة مع ليلى و حسام و محمد قاسم
كريم
طرروقة
يرحب طارق بهم تباعا بينما هو يغلق الباب من خلفهم
حسام
ايه يابني الكآبة اللي انت قاعد فيها دي ؟؟
و مالك مضلم الدنيا كده ؟؟
طارق
تعالوا نخش جوه احسن
مشهد ٩ – نهار داخلي – مكتب طارق – غرفة الضيوف
يزيح الجميع الستائر عن الشبابيك من اجل ضوء الشمس كي يغمر المكتب بينما طارق يحاول الجلوس على مائدة السفرة و قد التف الجميع من حوله
حسام
ايه يا عم مختفي فين ؟؟
طارق
مليش نفس اكلم حد ولا اقابل حد
كريم
ولا حتى صحابك و اخواتك يا طارق ؟؟
طارق
انا آسف يا جماعة .. بس انا خسرت كتير اوي
كريم
كلنا خسرنا يا طارق .. بس كسبنا حاجات كتير
سارة
متقولش كده يا طارق .. احنا لسه مشوارنا طويل
لسه قدامنا بكره
طارق
بكره ؟؟ انا مش شايل هم حاجة قد بكره
يقترب حسام من طارق
حسام
فوق يا صاحبي .. فوق انا متعودش اشوفك كده
امال مين اللي حيرجع حق الناس الغلابة اللي مستنينك ؟؟
ليلى
حسام عنده حق يا طارق .. ورق القضايا اللي عندك جوه
القضايا اللي اشتغلتها زمان و انت معمي
جه الوقت اللي تطلعها فيه ضد الحرامية اللي سرقونا و ظلمونا
طارق
يا جماعة الحمل تقيل اوي .. الموضوع مش سهل كده
يتنهد محمد قاسم ثم يتدخل
محمد قاسم
عارف يا طارق .. انا كنت بسأل نفسي ليه ربنا عمل فيا كده
ليه خد مني اخويا و ليه شفت ابويا و امي و هما بيتبهدلوا
و عرفت بعد كده ان كل ده حصل عشان يبقالي بدل الاخ خمسة
و ان ارض ابويا و حقه حيرجعله على ايدك
و انت جاي تقولي خسرت ؟؟ يا راجل تصدق زعلتني منك
يبتسم طارق له متفهما
حسام
فككوا من جو الكآبة ده .. انا جعان
كريم
كشري ام دينا بأه ولا ايه ؟؟
محمد قاسم
مين ام دينا دي يا طارق ؟؟
طارق
و بعدين معاك يا محمد .. انت كل شوية حتستغرب هنا ؟؟
يضحك الجميع
سارة
طب مش حتشربنا حاجة ؟؟
طارق
اه صحيح معلش انا اتاخدت نسيت اسألكوا تشربوا ايه
يا داااا
يتنبه طارق لنفسه فيتدراك حسام الموقف
حسام
ليلى .. يااااا ليلى .. ما تعمليلنا كبايتين شاي كده
تنهض ليلى عن كرسيها بينما هي تمسك بهاتفها
ليلى
كريم .. النمرة دي عمالة ترن و مش عارفة مين
رد انت لو سمحت
يتناول كريم الهاتف مبدلا صوته
كريم على الهاتف
الو ؟؟؟ مين يافندم ؟؟ خالد ؟؟
تتناول ليلى السماعة مسرعة
ليلى على الهاتف
خالد ؟؟؟ انت فين ؟؟ ؟
مشهد ١٠ – نهار خارجي – الكامب – الشاطيء
يجلس خالد متأنقا من امام شاطىء البحر بالكامب و قد بدى عليه عدم الوعي و هو يحدق في الفراغ و من امامه مائدة يتناثر عليها آثار البودرة و الكوكايين و عدد من زجاجات الخمر ثم يمسك بهاتفه متصلا
خالد على الهاتف
الو .. ازيك يا لولا ؟؟ توء توء .. ايه جو العصبية ده ؟؟
مالك ؟؟ مش انتي سمعتي الكلام و نزلتي معاهم الثورة ؟؟
زعلانة ليه بأه ؟؟ طب اقولك .. انا عزمك انتي و الشباب كلهم
ينهض خالد و هو ينظر تجاه البحر
خالد على الهاتف
حفلة الوداع .. مهنش عليا افرح لوحدي .. مفيش غيرنا
انا عملت حسابكوا واحد واحد .. ازعل اوي لو مجيتوش
اينعم هي السكة طويلة حبتين لراس شيطان بس انا مستنيكوا
مشهد ١١ – نهار داخلي – منزل شريف – الصالة
يجتمع شريف بابنه عمر الصغير بقلب الصالة و قد افترش الاثنان ارض صالة المنزل يتناولان الطعام سويا في الفة و قد بدى شريف يطعم عمر بيده في حالة سعادة بينه و بين عمر و ان كانت نظرات شريف تجاه عمر ماتزال تحمل لمحة حزن
عمر يحكي
و بعدين الميس قالتلنا نرسم علم مصر كبيييير اوي
شريف متابعا
و رسمتوا العلم ؟؟
عمر
اه انا فضلت الون معاهم بالابيض و الاحمر و الاسود لحد ما رسمت النسر كمان
شريف
شاطر يا حبيبي
يتناول شريف من طعامه
عمر
و بعدين لعبنا لعبة كلنا في الحوش مع بعض
شريف
لعبة ايه ؟؟
عمر
كل واحد فينا يقول بباه بيشتغل ايه
الصمت للحظة على وجه عمر بينما ينتبه شريف له
عمر
بس لما قلت انك بتشتغل في البوليس
كل صحابي زعلوا مني يا بابي
يقترب شريف منه في حنية
شريف
عمر .. اي شغلانة في الدنيا فيها الكويس و الوحش
المهم انت تبأه عارف .. ان بابي كويس
يهز عمر رأسه في تلقائية
عمر
انا عارف يا بابي
يبتسم شريف ثم يحتضنه في حب حتى يأتي صوت جرس الباب فيلتفت مسرعا
شريف
عمر .. خلليك زي مانت
يتناول شريف من دولاب الصالة مسدسه في حرص حتى لا يراه عمر يقترب شريف من الباب ليفتحه و قد بدى يغلقه بعدة اقفال ثم يفاجأ بحسن من امامه ليفتح الباب في راحة
شريف
هو انت ؟؟ تعالى معلش انا اصلي دماغي مش فيا
بقيت بقفل البيت كله لحسن حد يعرف اني ظابط و يتهبل في عقله يكسرلنا البيت
التفهم على وجه حسن
حسن
شريف .. احنا عرفنا مكان خالد نشآت
يتنبه شريف فجأة تجاه حسن
شريف
هو فين ؟؟
حسن
فيه اشارة جت من كمين الطور ان حد شبهه او جايز هو
موجود في راس شيطان
شريف متداركا
معقول يكون في الكامب ؟؟
حسن
لو كان هناك فعلا يبأه مش من كتير .. و مش حيطول اكيد في قعدته هناك
مشهد ١٢ – ليل خارجي – الكامب
يجلس خالد من امام البحر مستنشقا خط بودرة ابيض ساحبا انفاسه متنهدا ثم ينظر تجاه البحر في تفكير و قد بدت آثار البوردة من حوله و عدد من زجاجات البيرة الفارغة ثم يشعل سيجارة لنفسه و هو يعود بظهره للوراء حتى يأتي جرس هاتفه فيتناوله مجيبا
خالد على الهاتف
ايوة يا قناوي .. لا انا لسه هناك .. حتحرك كمان شوية
انا ظبطت اموري خلاص .. حعرف اخلع من هنا
ينهض خالد في غضب
خالد على الهاتف
حعملك ايه يعني ؟؟ انت شايف اني اقدر اعمل حاجة ؟؟؟
كنت طلعت ابويا منها .. اعمل عبيط يا قناوي .. اعمل عبيط
و دي مش جديدة عليك .. مانت عملتها قبل كده ميت مرة
يلقي خالد هاتفه بقوة نحو البحر و هو يصرخ
خالد
في ستين داهية
يسقط خالد على ركبتيه و قد بدت عيناه ترتعش و هو ينظر من حوله ليبدو الكامب يتبدل من امامه و قد بدى يزدحم تدريجيا في خياله بالناس فينهض في حماس و هو يحاول الابتسام متجها نحو التعريشات الخالية و مكان التجمع حول نيران الكامب و هو يخيل له انها مزدحمة و يمسح عن انفه في هيستيرية و قد بدى غير قادر على الوقوف
خالد
هاللو هاللو .. نورتوا الكامب بتاعي انا
مزيكا .. درينك .. كله على حسابي الليلادي
و على ايه الليلادي ؟؟ كل ليلة على حسابي انا
يقترب خالد من احدى الفتيات في مخيلته
خالد
يو سبيك انجليش ؟؟ رشان ؟؟ فرنش ؟؟ عربي يا حلوة ؟؟
يراقص خالد الهواء في سعادة
خالد
انا قلت لقاسم .. قلتله من الاول اني حاخد الكامب مصدقنيش
و هو فين دلوقت ؟؟ هو فين ؟؟
يتلفت خالد حوله في المكان الخالي بينما النيران تتراقص بشعلاتها حتى يأتي صوت شريف ليقاطعه
شريف
خالد
يتنبه خالد تجاه شريف الذي يقف من امامه و قد بدت الدهشة للحظة على وجه خالد ثم يبتسم في ترحاب
خالد
اهلااااا سيادة الظابط شريف …
اكيد مدام ليلى هي اللي بلغتك بالعزومة .. برافو عليها والله
يقترب شريف منه
شريف
ليلى اللي سرقتها و ضربتها .. ليلى اللي زي ما قتلت مراتي
كنت عايز تقتلها ؟؟
خالد
انا مقتلتش مراتك .. دي حادثة .. حادثة عادية
و بعدين احمد قاسم هو اللي اداني الكووك
شريف
اخرس .. انت كداب .. كل كلامك كدب
الصدمة للحظة على وجه خالد حتى تظهر ليلى فجأة من جانب خالد
ليلى
ما ترد ؟؟ ساكت ليه ؟؟ قوللي انا عملت فيك ايه غير اني حبيتك
حسيت فيك انك بني آدم .. و انت مبتحبش حد غير نفسك
مش شايف غير روحك .. حتى صاحبك موته .. و مش بس كده
رجعت على حسه تقول انه هو المجرم و انت بريء
تظهر سعاد فجأة لخالد عن يساره
سعاد
احمد قاسم صاحبك يا خالد .. اخوك .. تقتله ؟؟
معقولة اهون عليك يابني ؟؟ دانا اللي مربياك
نسيت البيت ؟؟ العشرة اللي بينك و بين احمد ؟؟
الصمت على وجه خالد و الحيرة
خالد
انا قتلت قاسم ؟؟
يظهر صلاح الآن مكان شريف
صلاح
ايوة قتلته يا خالد .. هان عليك البيت اللي اتربيت فيه
الاهل اللي كانوا اهلك .. سرقتهم و خدت حقهم انت و ابوك
حتى انا سرقت ارضي اللي قتلت ابني عشانها يا خالد
ليه يابني ؟؟ ليه عملت كده ؟؟ و ليه أذيت صحابك ؟؟
خالد
انا عمر ما كان ليا صحاب .. مفيش حد فيهم كان صاحبي
يظهر كريم بدلا عن صلاح
كريم
انت آخر واحد يقول الكلام ده يا خالد .. انت عارف احنا كنا بنحبك قد ايه
و انت عارف عملت فينا ايه ؟؟ قتلت ابني يا خالد ؟؟
خالد
مراتك هي اللي موتت ابنها يا كريم .. مرضتش تسكت
مرضتش تقفل بقها
يظهر طارق فجأة من امامه
طارق
نقفل بقنا ؟؟ نقفل بقنا على ايه ؟؟ انا قعدت طول السنين اللي فاتت دي
فاكر نفسي بحارب القناوي و الفساد و الحرامية
و اتاريني بحاربك انت ؟؟ انت ؟؟ صاحبي انا ؟؟
اللي كان قاعد عندي في بيتي بياكل و بيبات عندي ؟؟
معقولة ؟؟ معقولة كنت اعمى ؟؟ معقولة مكنتش شايف ؟؟
التأثر على وجه خالد خالد و هو يترنح بينما يمسح الدم المنسال على وجهه
طارق
حتى فرح قدرت تقلبها شيطان .. قدرتوا انتوا الاتنين تقتلوا
و قتلت مين يا خالد ؟؟ صاحبك .. اللي كان بيحبك قدنا و اكتر
خالد
بيحبني ؟؟ ده حرامي .. سرقني
الارض دي بتاعتي انا .. كل الارض بتاعتي
يترنح خالد بينما يظهر له حسام المصري
حسام
فوق يالا .. ما خلاص .. اتعرف مين الحرامي
يتبين خالد اقتراب حسام منه
حسام
انت و ابوك .. الحرامية .. مقتلتنيش ليه يا خالد زي صاحبك ؟؟
معملتش فيا كده ليه ؟؟
خالد
انت ولا حاجة يا حسام يا مصري .. انت ايه اساسا ؟؟
حسام
الولا الحاجة اللي بتقول عليه ده .. هو اللي جاب آخرك
اللي كشفك .. يا باشا
يسقط خالد على الارض غير قادر على تمالك نفسه ثم يتنبه لشبح يقترب منه من وسط الظلام فيتبين احمد قاسم فيبتسم لنفسه و قد ارتدى احمد قاسم ملابس الحادث
احمد قاسم
قلتلك مبتخلصش كده
ينهض خالد و هو يتبين احمد قاسم الذي يقترب منه
خالد
قاسم ؟؟
احمد قاسم
ايه ؟؟ مستغرب اوي ؟؟
ينظر قاسم حوله في مكان الكامب
احمد قاسم
انا جيت بس اطمن ان المكان عجبك
المكان اللي كان نفسك فيه .. اللي قتلتني عشانه
اللي خربت بيتي و بيت اهلي و طلعتني انا و ليلى تجار مخدرات قدام الناس .. عشانه
تزداد عصبية خالد
خالد
يووووه بأه ليلى .. ليلى .. متجوزتهاش ليه من الاول طالما بتحبها انت ؟؟
احمد قاسم
عشان كان عندي امل انها تصلح منك .. سبتهالك
الصمت و الحيرة على وجه خالد
خالد
انت كداب يا قاسم
احمد قاسم
هي دي الحقيقة يا خالد .. انت اللي مش عايز تصدق
مش عايز تفهم ان كان فيه ناس بتحبك بجد
كان فيه ناس مستعدة تعمل اي حاجة عشانك
صحابك .. هما فين دلوقت ؟؟ و فين ليلى ؟؟ و انا ؟؟
يمسك خالد برأسه صارخا
خالد يصرخ
بس بأه
ينهار خالد على ركبتيه من امام احمد قاسم و هو يبكي متأثرا
احمد قاسم
عملت كل ده ليه يا خالد ؟؟ موت الناس دي كلها ؟؟
ولعت في روحك و في البلد .. كل ده ليه ؟؟
مايزال خالد يردد
خالد
بس بأه .. كفاية كفاية
مايزال احمد قاسم يقف من امامه و هو يحاول ان يتمالك نفسه للحظات مفكرا
خالد
عملت كده ليه ؟؟ انا عملت كده ليه ؟؟
عملت كده عشان .. عشان كان لازم اعمل كده
محدش فيكوا قادر يفهم .. الموضوع مش مستاهل
يبتسم خالد لنفسه و قد بدى وحيدا بالمكان الآن
خالد
مفيش حد فيكوا ملاك .. كلكوا بلاوي
كلكوا كدابين .. انا احسن منكوا
عارفين ليه ؟؟ عشان على الاقل انا عارف نفسي كويس
الدماء تنسال من وجه خالد اكثر بينما هو ينظر حوله ليرى من عينيه الصورة ضبابية فيأتي اصوات الجميع تباعا
شريف
خالد ؟؟
ليلى
خالد
كريم
مالك يا خالد ؟؟ خالد ؟؟
خالد وجهه ينزف على شاطىء البحر بينما هو ينظر من حوله غير مدركا لما يحدث
خالد
انا كويس .. انا كويس مفيش حاجة
طارق
خالد
يسقط خالد على ركبتيه ثم ينهار على وجهه امام الشاطيء في صمت
time lapse
مايزال خالد منكبا على وجهه على الشاطيء بينما يتبدل الليل للنهار
مشهد ١٣ – نهار خارجي – الكامب
مايزال خالد على وجه راقدا امام شاطيء البحر بينما خطوات شريف و حسن تقترب من جثته و قد انتزع شريف نظارته الشمسية ليتأمله وسط الرمال منحنيا بالقرب منه
من خلف شريف تبدو قوة المكافحة و يقف كريم و ليلى سويا و قد بدى الاثنان متجاوران بصحبة طارق و سارة و يتبادل كريم و ليلى النظرات للحظة بينما يعود شريف تجاههم و هو ينظر للحظة تجاه ليلى في هدوء و تتفهم ليلى منها وفاة خالد
تتنهد ليلى بينما يبتعد شريف عنهم ثم يتجه كريم نحوه في صمت ليربت على رأسه في صمت
كريم
مع السلامة يا معلم
مشهد ١٤ – ليل داخلي – مكتب القناوي
الامن يلقي القبض على القناوي الذي يصرخ بداخل مكتبه بينما هم يسحبوه
القناوي صارخا
انا معملتش حاجة .. معملتش حاجة .. انا مليش دعوة بقولكوا
يتم التحفظ على القناوي و على اوراق مكتبه بينما هو مايزال يصرخ
مشهد ١٥ – نهار داخلي – المستشفى – غرفة فرح
تنظر فرح في شرود نحو النافذة حتى تتنبه لطارق بصحبة ليلى و هم يدخلان غرفتها فتنظر تجاه طارق
فرح
قبضوا على بابا يا طارق ؟؟
طارق
ايوة يا فرح
فرح
و انا ؟؟ حيعملوا فيا ايه ؟؟
الصمت على وجه طارق و ليلى
طارق
لما تقدري تخرجي من المستشفى .. النيابة حتحولك عالمحكمة
الصمت على وجه فرح ثم تنظر تجاه ليلى و هي تتحسس بطنها
فرح
انا حسميه قاسم يا ليلى .. خلاص انا خدت القرار
من فضلك .. عاوزاكي تاخدي بالك منه
و لما تحكيله عني .. قوليله كل حاجة حلوة في حياتي
اكدبي عليه .. مش مشكلة .. بس متخليهوش يعرف الحقيقة
تربت ليلى على يدها في تفهم
فرح
كان نفسي اعتذر .. بس مش لاقية اعذار خلاص
تبتسم فرح لنفسها و تعود لشرودها نحو النافذة و ضوء الشمس الذي يغمرها
fade to white
مشهد ١٦ – نهار داخلي – منزل عائلة قاسم – الصالة
اضاءة فلاشات التصوير من حول سعاد و صلاح قاسم في وجود سارة و قد بدى عدد من الصحفيين على الارض يكتبون من خلف كلمات صلاح قاسم و سعاد من امامهم بينما العدسات تحيط بهم
سعاد
لما جالي خبر وفاة احمد الله يرحمه .. حسيت انه الوقت وقف بيا
و انه خلاص .. الايام بقت شبه بعض .. لا بأه فيه امل في النهاردة ولا في بكره
لوحدي .. لاقيت نفسي لوحدي .. مش قادرة اسمع غير صوته
و مش عايزة من الدنيا غير اني اشوفه تاني .. ابني
ابني اللي اتهموه انه مجرم و قتلوه في الشارع .. بقيت بسأل ياترى فيه كام واحد زيه ؟؟
و يا ترى حشوفه تاني ولا لأ ؟؟ و حشوفه امتى ؟؟
cut to
مشهد ١٧ – نهار خارجي – فوتومونتاج
حالة الشارع و الهتاف مع شباب الميدان و لقطات لسعاد و هي تقف وسط المتظاهرين في حماس تهتف
صوت سعاد
و اما نزلت الشارع وسط الناس .. حسيت اني ماشية وسط يجي مليون احمد
عينيا مش شايفة غيره في وشوش الناس .. اللي راحوا و اللي اتبقوا وسطهم
شباب صغير بيرمي روحه وسط النار و المية
لقطات للمياه و هي تصد عائلة قاسم و حسام المصري يدافع عنهم
صوت سعاد
و زعلت اوي من نفسي ساعتها ازاي انا ضعفت و نسيت ان ربنا بيسبب الاسباب
و فرحت لما اتآكدت انه جايز ربنا خد مننا احمد
عشان يرجعلنا شعب بحاله
مشهد ١٨ – نهار داخلي – منزل عائلة قاسم – الصالة
الصمت للحظة على وجه صلاح قاسم الذي يكمل من بعد سعاد
صلاح قاسم
احمد الله يرحمه كان عنده امل انه يقدر يغير مننا و هو عايش
كان شايف انه لسه فينا خير
cut to
مشهد ١٩ – نهار داخلي – فوتومنتاج
لقطات لاحمد قاسم وسط اسرته على مائدة الافطار و قد بدت الساعدة عليهم مع شقيقه
صوت صلاح
زيه زي شباب كتير كان بيحاول و كان نفسه في احلام اكبر منه
موقفش عندها و استسلم .. فضل يحاول تاني و تالت
يجرب يمكن في مرة يوصل
لقطات لاحمد قاسم و هو يقدم والدته لمكان القهوة اول مرة في حماس
صوت صلاح
حلم بالارض اللي عشت انا احلم بيها و كان نفسه يكمل طريقي و سكتي
حتى في كسرتي انكسر هو كمان لما عرف ان الارض نفسها هي اللي اتسرقت من ابوه
الحزن على وجه احمد و والده يربت على كتفه وقت الحقيقة و معرفته ان الارض هي ارض الطرابيلي
مشهد ٢٠ – نهار داخلي – قاعة المحكمة
صلاح قاسم يجلس وسط الصفوف بصحبة سعاد و محمد قاسم بينما يقف طارق من امام الهيئة
طارق
الارض يا سيادة الريس اللي الحكومة و النظام السابق خدتها بغير حق
من المهندس صلاح قاسم و اتهمته في ذمته المالية و اضرت ببيته عشانها
ارض البحر الاحمر دي كان المهندس صلاح قاسم ناوي يعمل عليها مشاريع
تفيد مصر .. تفيدنا .. فنادق و قرى .. و مراكز تعليم
انما هما كانوا ناويين يعملوا بيها ايه يا ريس ؟؟ كانوا ناويين يبيعها بالقطعة
يبيعوا بلدنا يا ريس
نظرات عين صلاح قاسم التي تنظر تجاه طارق في سعادة و هدوء و قد بدى محمد يجلس الى جواره و سعاد يتابعان المرافعة
صوت صلاح
انا اتعلمت من اللي حصل لابني .. اتعلمت اني حتى لو كنت في آخر عمري
حقدر اقف تاني و اطلب حقي
يعود طارق نحو مكانه و في لحظة يخطف غمزة تجاه محمد قاسم و والديه في تشجيع و قد بدى عليهم الحماس
مشهد ٢١ – نهار داخلي – منزل عائلة قاسم – الصالة
يجلس صلاح و قد بدت تقاطعات وجهه و حركة شفاهه تنعكس في الضوء الخافت
صلاح قاسم
احمد صلاح قاسم مواطن شاب مصري .. قهره نظام فاسد و لما حاول يهرب من قلب سجن النظام
النظام الفاسد ده اغتاله و قتله و رماه في وسط الشارع لوحده
نفس الشارع اللي اتملا بشباب من سنه .. نفس الشباب اللي خرج من كبته و قهره
من شكوته و حزنه و همه عشان يطالب بحقه .. و نفس الشباب ده هو اللي حيبني مصر
حيبنيها لوحده .. لانه لاول مرة من سبعتلاف سنة .. الارض دي بيحكمها شعبها
من غير سخرة ولا اجبار من غير ظلم ولا استعمار
الارض دي اللي في ايامها الآخيرة حضنت ولادها و هما بيموتوا عشانها
نفس الولاد دول هما اللي دلوقت حيبنوا بكره
مشهد ٢٢ – نهار خارجي – فوتومونتاج
لقطات لطارق و سارة و كريم و ليلى و شريف و حسام و محمد قاسم في قلب الميدان
صوت صلاح قاسم
اللي شاف معانا الميدان .. اللي حضر العزيمة و الآرادة اللي في عيون شبابك يا مصر
اكيد متطمن انه بكره احسن و عارف و متآكد ان ربنا سبحانه و تعالى
بيتولانا برحمته و مش ممكن ابدا الارض اللي ربنا كلم فيها موسى
و حما في احضانها عيسى و وصى عليها محمد .. مش ممكن ابدا بولادها و شعبها
تتذل في يوم او تموت
مشهد ٢٣ – نهار داخلي – منزل عائلة قاسم – الصالة
تبدأ سارة بالكلام في وجه الفلاشات من امامها
صوت سارة
انا رحلتي ابتدت مع احمد قاسم و النهاردة بكمل فصل فيها
و ببدأ فصل جديد من الحكاية .. الحكاية مش مجرد ثورة
ولا هي حكاية احمد قاسم و صحابه لوحدنا
الحكاية اكبر مننا كلنا .. حكاية شعب بحاله
مشهد ٢٤ – فوتومونتاج
على صوت سارة يتقطع شوارع مصر و شعبها في كل مكان بابتسامات الاطفال و الوجوه السعيدة
صوت سارة
حكاية شعب رفض انه يعيش جعان و بلده كلها خير و زرع
رفض انه يعيش جاهل و بلده هي رمز الحضارة و العلم
رفض انه يموت في ذل و هو اصل الكرامة و الشرف
الشعب هو الوطن و الشعب بيبدأ مننا
و احنا كلنا مواطن واحد .. لو شلنا الاسامي من خانة البطاقة
كلنا حنبأه واحد .. المواطن مصري .. اكس
fade to white
مشهد ٢٥ – نهار خارجي – الكامب
يقف طارق متأملا البحو من امامه في صمت حتى يقترب منه صلاح قاسم و قد بدى الباقيين مجتمعين من خلفهم بداخل تعريشة التجمع
صلاح
واقف لوحدك ليه يا استاذ ؟؟ بتفكر في ايه المرادي ؟؟
طارق
بفكر في الشط التاني يا عمي
الناحية التانية من الارض .. ياترى بكره مخبيلنا ايه ؟؟
يبتسم صلاح و هو يربت على كتف طارق
صلاح
عمرهم يابني ما حيهدوا ولا يسكتوا عننا .. ده قدرنا
ربنا خلق البلد دي كده .. آية وسط النعيم
الكون كله واسع انما يجي عند مصر و الدنيا بحالها تقف
يفكر صلاح للحظة
صلاح
احنا لسه مش عارفين طريقنا حيودينا لفين يا طارق
يادوب لسه بنبدأ .. خدنا حتة ارضنا على ايديك
لما ناخد بقيتها كله و نرجع حقنا .. نقدر نفكر في الارض التانية
طارق
بس الناحية التانية يا عمي فيها ظلم و احتلال
القهر ده صعب اوي يا عمي
صلاح
حيجي وقتها يا طارق
الا اذا كنت عايز تعمل جروب جديد عالفيسبوك
يبتسم طارق لمزحة صلاح قاسم
صلاح
متنساش تبعتلي بس
يبتسم طارق له في تفهم للمزحة حتى يمشي الاثنان سويا نحو الكامب
مشهد ٢٦ – نهار داخلي – الكامب – تعريشة احمد قاسم
يجلس محمد قاسم بداخل تعريشة احمد و هو يتأمل المكان بينما يدخل حسام الغرفة من خلفه
حسام
الله ؟؟ انت هنا يا دكتور و احنا بندور عليك
مش تيجي تشوف الكامب معانا ؟؟
محمد قاسم
مانا جيت هنا قبل كده .. جيت مع خالد .. بس مدخلتش اودة احمد
يتأمل محمد المكان
محمد قاسم
هنا كان بيكتب مش كده ؟؟ كلامه ليا
انا خدت الورق و حاجته من الظابط شريف .. قريت كل حاجة
يقترب حسام منه
حسام
ايوة يا محمد .. هنا اخوك كان بيقفل على روحه
بس انت مش حتعمل زيه .. انت حتقف معايا
عشان نرجع نقوم الكامب ده على رجليه تاني
يفكر محمد للحظة بينما يقترب حسام منه ليربت على كتفه
حسام
انا مش حعرف اشتغل لوحدي يا دكتور
محمد قاسم
يا حسام احنا يادوب خدنا ارض الكامب
لسه كتير اوي .. و بعدين حنجيب فلوس منين عشان نبنيه من اول جديد ؟؟
حسام
متشلش هم يا محمد .. اللي حصلنا ده علمني ان كل حاجة بتاخد وقتها
بس نشتغل .. ها ؟؟ ايدك في ايدي يا صاحبي ولا ايه ؟؟
يبتسم له محمد قاسم ثم يصافحه في مودة
مشهد ٢٧ – نهار خارجي – الكامب – التعريشة الرئيسية
تقف سارة و قد بدت بطنها اكبر بفعل الحمل من امام ليلى التي تحمل قاسم الصغير و قد بدى طفلا عمره سنة تقريبا و تداعبه سارة في مودة ثم تنقلب نظراتها للجدية
سارة
صعبان عليا اوي مامته
ليلى
انا اللي صعبان عليا هو .. مش عارفة لو فضلت فرح محبوسة
حيعيش ازاي بذنب ام عملت كل ده ؟؟
سارة
زرتيها ؟؟
ليلى
ايوة .. رحتلها من يومين قبل ما اجيلكوا
التفهم على وجه سارة
ليلى
احساسي انها حتتغير و حتتعلم من اللي حصلها ده كتير اوي
كان لازم اقابلها عشان ابلغها بموضوع السفر
سارة
انتي فعلا ناوية تسافري ؟؟
تبتسم ليلى لها
ليلى
شفتي الزمن ؟؟ انا اللي كنت بقولك ازاي تفكري في السفر
النهاردة انا اللي مسافرة
سارة
و على ايه يا ليلى ؟؟ ماتخلليكي معانا
ليلى
الفرصة دلوقت احسن كتير بره عشان نقدر نجيب شغل هنا
العالم كله بيبص علينا يا سارة .. و دي فرصتنا
لازم اسافر و اعرض شغلنا عليهم .. لازم اعرفهم اننا مش حنحتاج توكيل منهم
بالعكس هما اللي حيجروا ورانا عشان ياخدوا شغلنا
التفهم على وجه سارة
سارة
مش متخيلة انك ممكن تمشي و تسيبينا
ليلى
يا بنتي انا مش مهاجرة و بعدين حتروحوا مني فين
راجعالكوا تاني انشاءالله و لما اوحشكوا اوي .. تعالوا زوروني
سارة
متأكدة ان مفيش حد حيوحشك غيرنا ؟؟
التفهم على وجه ليلى و تدرك ان سارة تقصد شريف
ليلى
محدش عارف النصيب فين
يقترب كريم منهم مسرعا
كريم
يلا يا استاذة انت و هي .. الحاجة جت
فين العريس امال ؟؟
يتناول كريم قاسم الصغير ليحتضنه
كريم
مش عيد ميلادك ده ؟؟ انت سايب الدنيا كلها
و قاعد قعدة بنات من اولها كده ؟؟
انت تيجي تقعد مع الرجالة
مشهد ٢٨ – نهار داخلي – منزل شريف – الصالة
يستعد شريف فيما يبدو للعزال و الانتقال بينما هو يجمع متعلقاته من المنزل و قد حمل كارتونة اخيرة من الشقة بينما يتبعه عمر في سعادة
شريف
يلا يا عمر
عمر
يا بابي انا مش عايز امشي
شريف
و بعدين معاك بأه احنا مش اتفقنا حنروح البيت الجديد ؟؟
عمر
بس انا مش عايز اسيب تيتة و جدو هنا
شريف
متقلقش يا حبيبي هما حيجوا يزورونا .. يلا انزل استناني تحت في العربية
يبتعد عمر في اسى و يتابعه شريف مبتسما في تفهم لحالة عمر الغاضبة حتى يتنبه للكارتونة و ملف احمد قاسم و الصور الموجودة بداخله فيمسك بصورة ليلى للحظة بين يديه مفكرا حتى يتناول هاتفه و هو يجلس على المكتب مفكرا و عو يبتسم في امل ثم يقوم بالاتصال
مشهد ٢٩ – نهار خارجي – الكامب
يجتمع كريم و حسام و ليلي مع سارة و محمد قاسم و طارق من بعيد و هو يحتفلوا بعيد ميلاد قاسم الصغير و قد بدت عليهم السعادة و هم يضحكون و نسمع اصوات ضحكاتهم بينما الشمس في الافق و البحر الواسع من امامهم و قد بدى هاتف ليلى يرن في صمت و وحدة على المائدة الخشبية بالتعريشة
الحمد لله رب العالمين